الحكومة المقبلة ، لا تنظروا الى رئيسها ، لا تنظروا الى وزراءها ، لا تنظروا الى خطاباتها ، انظروا الى ما ستنجز ، فالمطلوب منها حفظ وحدة العراق وابعاد شبح التقسيم . ومكافحة الفساد بكل اشكاله . ومكافحة الارهاب بكل اشكاله . وتنفيذ التنمية الخمسية في العراق التي تضمن الاستثمار والاعمار ومعالجة البطالة وازمة السكن والفقر . اذا نفذت الحكومة المقبلة هذه البنود فهي حكومة شرعية مقدسة وان هتف ضدها كل العالم ، وان لم تنفذ منها شيئا فهي فاقدة الشرعية ويعد وجودها اهانة للوطن والمواطن ويجب اقالتها وان تعلقت باستار البيت الابيض ، معيار الشرعية النجاح ، هناك فرق بين بلدان الجاهلية الاولى التي تشكل حكومة اباطرة ثم تبحث لها عن وظيفة شكلية ، وبلدان الخير والصلاح التي تحدد مهماتها الصعبة ثم تبحث عن افضل حكومة لتنفيذها ، المؤمنون في الغرب يقدمون اهدافهم الاستراتيجية والمرحلية ثم يفصلون الحكومة على مقاسها ، اما الفاسقون بغطاء عربي اسلامي فيشكلون الحكومة بعد معارك ضارية من أجل المناصب بعدها يضعون خطة عمل شكلية وهذه هي حكومة الطواغيت ، لا توجد في ثقافتهم خدمة الناس ، في ثقافتهم ان الناس خدم لهم ، اؤلئك يعدون الحكومة وسيلة وليس غاية ، اما هؤلاء فيعدون الحكومة غاية الغايات ، الصنف الثاني من البلدان لايمكن ان يوفق للخير واذا وفق فهو خلاف للعدالة الالهية ، فلا يحق لنا ان نتصور توفيقا لحكومة الطواغيت ، لان تصور كهذا يشبه الكفر ، هذه بلدان جهنمية الشكل والمحتوى ، وحكومات كهذه هي برزخ جماعي فيها الوزراء والنواب يشبهون ملائكة العذاب المحيطين بمالك خازن النار ، حكومة اي شعب هي تعبير عن فضائله او رذائله ، فاذا اردت ان تعرف من انت وما هي منزلتك عند الله فانظر الى الحكومة التي تحكمك . وانظر الى حكومات الشعوب الاخرى ، الفرق كبير بين حكوماتنا وحكوماتهم ، وهو كالفرق الكبير بيننا وبينهم ، هم غارقون في السلام والهدوء والرفاه والعدالة ، ونحن غارقون في الشعارات في قعر هاوية كلما قيل لها هل امتلأت تقول هل من مزيد ؟