و آلحقيقة إن عمليّة الشكر حتى و لو بكلمة بسيطة لطيفة من شأنها شحن المقابل و إحساسه بقيمته و ما يقدّمه من عمل أو جهد في طريق خدمة الآخرين, فأن كنّا لا نسع الناس بأموالنا فلنسعهم على الأقل بأخلاقنا و تقديرنا لهم!
فكيف الحال إذا كان هذا المقابل(الخدوم) شخص مُثقّف كآلأخ أنور الذي يسهر الليل مع النهار و طوال أيام الأسبوع مع عائلته لنشر مئات المقالات و الأخبار و الدّراسات يومياً وربما بلا ثمن و أجر إلّا ما ندر من خلال بعض الأعلانات(لستُ متأكداً)!
هذا الشخص ربما لا يعرف حقيقتهُ سوى مجموعة الكتاب و المثقفين العراقيين المعروفين في الساحة و ربما بعض الكتاب في الدّول العربية الأخرى الذين يكتبون في صوت العراق كأشهر موقع عراقي يصل معدل القرّار الزائرين له يومياً لأكثر من ٣٠ ألف زائر!
الحقيقة علينا و بعض النظر عن من يكون هذا المقابل أن نقدم إحترامنا و شكرنا و تقديرنا وعلى الدوام و لو برسالة أو مقال أو هاتف لأمثاله و حتى لزوجاتنا و أقراننا و أبنائنا, و ذلك من أضعف الأيمان و من مقومات تحكيم العلاقات الأجتماعية و الفكرية و السياسية و حتى التجارية!
إن الذي دفعني أن أكتب هذا المقال بصراحة؛ هو حديث خاصّ دارَ بيني و بين الأستاذ أنور عبد الرحمن مدير موقع (صوت العراق) قبل أيام, قائلاً في معرض بيان هويته لنا بعد ما مدحته بكلمة (المؤمن):
[ أنا لستُ مؤمناً أو متديّناً يا أستاذ عزيز!].
لكني توقفت عند هذه الجملة .. و فكّرتُ كيف يُمكن أنْ يكون شخصاً بهذا المستوى الأنسانيّ و طيبة القلب التي يملكها أنْ لا يكون مؤمناً!؟
وهل هو جوابٌ إستنكاري للذين يدّعون الأيمان و الأسلام في الظاهر لكنهم يسرقون الناس و يقتلونهم و يرهبونهم و كما نرى أفعالهم كلّ يوم و في معظم بلاد العالم!؟
أم كان جوابه تعبيراً فطرياً عن خلجات نفسه و إنعكاس طبيعي للمصداقية التي يمتلكها بحسب معرفته به!؟
فأحياناً ينسى الأنسان نفسه لأندماجه في العمل و ضروب الحياة و كثرة مشاكلها, لذلك قد لا يُفكر الواحد بنفسه كثيراً من أجل إسعاد الآخرين أو المُحيطين به من الأهل و الأصدقاء, و هؤلاء قلّة قليلة, لا يرتقي لمستواهم إلا أصحاب القلوب الطيبة الذين تنكّروا لأنفسهم لخدمة الآخرين, و اعتقد و كما قلت للسيد أنور وقتها؛ بأنّك أنتَ المؤمن الحقيقيّ الذي تُجسّد رسالة الأسلام من خلال خدماتك العملية و سهرك و مواظبتك لتقديم الأفضل للعراق و للعالم!
و إن الآخرين من أصحاب اللحى الطويلة و العمائم العريضة و الدشاديش القصيرة هم الكفار و الأرهابيين الذين سخّروا وجودهم من أجل التخريب و قتل الأنسان لا إحياؤه و خدمته!
فشكراً له و لكلّ المضحين الذين يخدمون البشرية المعذبة التي تحترق في أتون الفوضى و الحروب و الخلافات بسبب الأنا التي هي أسّ الأساسات في نشأة العنف و الخصام و الخلاف سواءاً بين العائلة الواحدة(الزوج و الزوجة و الابناء و الأرحام) او بين الجماعات الأنسانيّة أو حتى بين الشعوب و الحكومات, و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم!
عزيز الخزرجي