لم يخلوا العالم من الثائرين ضد الطغيان وفي منطقتنا كان الثائر الاول في الامة الاسلامية هو الصحابي ابو ذر الغفاري الذي ثار من اجل الفقراء وقال مقولته الشهيرة عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الانس شاهرا سيفه ، علما انه لم يكن من الجائعين ولا من الفقراء كونه صحابي جليل ، وكان من اوائل الذين امنوا بالنبي ص ولقي ما لقي من مشركي قريش ، رغم منزلته الكبيرة بين المسلمين الا انه ابى الا ان ينصر الفقراء الذين جاعوا بسبب الفساد المالي والادراي ، وعندما ثار على السلطة انذاك لقى ما لقى من تهجير واتهم بالجنون وكان نهايته مؤلمة فبقي معزولا الى وفاته في الربذة ، وهو الذي قال فيه رسول الله (ما اقلت الغبراء ولا اظلت الخصراء اصدق لهجة من ابو ذر) وكل احاديث النبي ص التي اشادت به لم تنفع فقد لاقى ما لاقى .
واليوم ثار المرجع الكبير الشيخ بشير النجفي من اجل الفقراء ، لكن للاسف فقد لقى ما لقى من اتهامات وسباب وتشويه وتحمل الكثير بسبب إداءه الواجب الشرعي ليس الا فهو لا يبحث عن مصلحة خاصة ولا يمكن اغراءه بالمال او المنصب فهو مرجع كبير وتأتيه الاموال من داخل العراق وخارجه ومكانته اعلى من مكانة الرؤساء والملوك فلا يمكن ان يكون موقفه لمصلحة شخصية ، بل من اجل مصلحة العراقيين التي حتمت عليه القيام بواجبه الشرعي والوطني ، لكن المنافقين الذين كانوا يقبلون يده ويستندون بفتاواه انقلبوا عليه ، وهؤلاء نفس المنافقين الذين حاربوا ابو ذر الغفاري نفس المنافقين اليوم ، الذين يطلق عليهم مصطلح المنتفعين الذين لا يملكون الضمير الحي الذين اعمتهم الاموال المنهوبة من الشعب ، وسؤال مهم هل ان ما قاله الشيخ النجفي كلام صادق ام ادعاء ؟؟؟ وهل خالف بقية المراجع الذين طالبوا بالتغيير وانتخاب الأكفأ والأنزه ؟؟؟ العاقل يرى ان قوله لا يختلف عن مطلب المراجع الاخرين لكنه كان أكثر صراحة ، ونحن نعيش الوضع المزري فان كل ما قاله صدق وهذا يعني انه يتابع بدقة ويتألم بسبب الفقر والحرمان ونزيف الدم ، وما قاله يعتبر انتفاضة تعبر عن انتفاضة الضمير الحي الذي يرفض الظلم وهدر المال العام ، والاهم من كل هذا انها انتفاضة للحفاظ على دماء الفقراء التي تنزف باستمرار .