عظيم مقام المرجعية والعلماء في معتقدنا وحياتنا.. يقول تعالى "انما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ".. فهم حملة القرآن.. لا تأخذهم في الله لومة لائم.. فخشيتهم لله وحده.. وحبهم وكرهم في الله وحده.. لا يغريهم ويخيفهم مال وسلطة.. و"علماء امتي كانبياء بني اسرائيل"، حسب الحديث الشريف.. يقول امير المؤمنين (ع) لكُمَيل "ياكُمَيل العلم دين يدان به. به يكسب الانسان الطاعة في حياته، وجميل الاحدوثة بعد وفاته. والعلم حاكم والمال محكوم عليه. ياكُمَيل هلك خزان الاموال وهم احياء.. والعلماء باقون ما بقي الدهر. اعيانهم مفقودة وامثالهم في القلوب موجودة".
للمرجعية، وبغض النظر عن جنسية المرجع، دور اساس بعد ٢٠٠٣ ضد احتلال العراق.. فرفضت غير الانتخابات سبيلاً للدستور واختيار الحاكمين.. بل للمرجعية الدور الاساس في تأسيس العراق الحديث.. فتصدت للاحتلال البريطاني.. وقادت ثورة العشرين.. فتعرضت لظلم المستعمرين واجراءاتهم الجائرة.. واستمرت بتحصين الامة.. وتصدت للاستبداد ولكل الانحرافات.. وقدمت الاف الشهداء من العلماء والطلبة ومن كل الجنسيات.. وصمدت امام اغتيالات واعتقالات "صدام" والتضييق على اقامتهم وترحيلهم بحجة تدخلهم في الشؤون السياسية.. والامر كله رفض سياسات الظلم.. وكلمة حق عند سلطان جائر.
هذه عقلية وسياسات اعتقدنا اننا سننتهي منها.. فالدعاوى الباطلة، المستندة لقوانين بالية.. والتي باسمها كان يُعدم ويُسجن ويهجر ويرحل وتقطع الالسن وصوان الاذان، عار علينا جميعاً استمرارها.. وعار على كل من ارسل قوات لاعتقال وابعاد اي طالب من طلبة العلم.. فالمستهدف هنا ليس الافراد، بل المرجعية والمراجع والحوزة العلمية.. لذلك اسرع مكتب السيد السيستاني دامت افاضاته بادانة ما قامت به الاجهزة الامنية من "اجراءات تعسفية ومهينة وقاسية بحق عدد من الطلبة الباكستانيين" واعتقال "العشرات منهم بذريعة تطبيق قوانين الاقامة" مطالباً "بوقف هذه الاجراءات المرفوضة والمدانة وفتح تحقيق مع من قاموا بها واتخاذ الاجراء المناسب بحقهم"