لقد أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل والأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين ليبيّنوا طريق الهدى ويجعلوه أكثر وضوحاً حتى تتجه البشرية إليه تاركةً طرق الضلال وراء ظهورها لكي تنعم برضى الله سبحانه وتعالى والحياة السعيدة الكريمة في الدراين ، ولأهمية مهمة الرسل والأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين وقداستها فقد أستحوذت على أحترام الخالق والمخلوق وتم تسجيل أغلب مواقفهم الإرشادية والأخلاقية والجهادية من قبل السماء أو الإنسانية لكي تبقى عبرة تهتدي بها الأمم على مدى الدهور وتبقى في ذاكرة العقل البشري مادامت هناك حياة فإنها ستحتاج لهذه المواقف الطاهرة بالإضافة الى بقاء هؤلاء الرسل والأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين في الذاكرة البشرية يتنعمون بالإحترام والتبجيل لما قدموا من أعمال عظيمة قد رفدت التاريخ الإنساني بالخير والبركة بالإضافة الى مد الناس بالطاقة المعنوية التي تدفعهم وتشجعهم على أختيار طريق الحق منهجاً للعبادة والعيش الكريم ، وقد أكمل طريق الرسل والانبياء والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين العلماء الربانيون الذين أشارة لهم الأحاديث النبوية الشريفة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل ).... (١)، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) (أفتخر يوم القيامة بعلماء أمتي فأقول علماء أمتي كسائر الأنبياء قبلي) ......(٢) والحديث المروي في الفقه الرضوي أنه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)( منزلة الفقيه في هذا الوقت كمنزلة الأنبياء في بني إسرائيل)......(٣) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)...... ( العلماء ورثة الأبنياء).....(٤)، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) (العلماء أمناء الرسل) ......(٥) ، وقد أكد الإمام الحجة (عج) على حجية العلماء الربانيين ووجوب إتباعهم حيث قال (وأما الحوادث الواقعة فأرجعوا بها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم )......(٦) ،وقد بذل علمائنا كل ما يملكون من أجل أعلاء كلمة المذهب وحفظ علوم آل البيت عليهم السلام ، فقد قدموا المئات من الشهداء بل الألأف وضجت بهم سجون الطغات وضاقت من أعدادهم بلاد الغربة والشقاء نتيجة الهجرة من بلاد الظلمة والطغاة ، ولم يكترثوا من كل هذا بل كان دأبهم المحافظة على علوم آل البيت عليهم السلام ونشرها في بلاد الله العريضة ، فكانوا بحق أمناء الرسل والمتممين لطريقهم القويم ، ووفاءاً لتلك الإنجازات والتضحيات التي قدمها العلماء ولتعريف الأمة بهم وما قدموه لمذهبهم علينا أن نخصص لهم يوماً من كل عام تنشر به فضائلهم وتضحياتهم ومؤلفاتهم وإنجازاتهم في جميع وسائل الإعلام من أنترنيت وفضائيات ومواقع ألكترونية ، حتى تتعرف الأمة بتلك التضحيات الجسام التي قدمها المراجع العظام السابقين والحاضرين حتى تزداد قوة الترابط ما بين العامة من الناس وعلمائها ، مع رفع جميع الحواجز التي أفتعلها المغرضين ما بين القواعد الشعبية والساحة المرجعية والتكلم عن جميع مراجعلنا العظام الأموات منهم والأحياء بشكل موحد وعادل بما يناسب ما قدموه من إنجازات علمية وعملية للمذهب الحق ، والحديث عن جميع الحوزات العلمية التي تخرج منها فحول العلماء كبغداد والحلة والنجف وكربلاء وقم والبحرين وحلب ومشهد والسيدة زينب وبقية الحوزات في جميع بقاع العالم ، حتى نزيد من وحدة الكلمة والتألف والتلائم والمحبة ما بين جميع القواعد الشعبية وعلمائها ومراجعها ،وخصوصاً ونحن نعيش في عالم التحديات الجسام من عولمة وغزو العالم الغربي للعائلة المسلمة في بيوتها بالإضافة الى كثرت الفتن التي تريد ضرب حصن المرجعية لكي يسهل عليها قيادة الأمة بعد غياب القيادة الحقيقية المتمثلة بالعلماء الربانيين ، وبسبب هذه الظروف الصعبة التي تحيط بالأمة والجميل العظيم في رقاب الموالين لمراجعهم العظام الأموات والأحياء سيكون هذا اليوم الذي نخصصه للمرجعية هو يوم الحادي عشر من ذي القعدة الذي يناسب يوم مولد الشيخ المفيد.....(٧) الذي جددة وثبت طرق الإجتهاد في الحوزات العلمية والذي تخرج على يديه كبار العلماء والمراجع كعلم الهدى والشيخ الطوسي وغيرهم كثير، وأحتراماً وتكريماً لمولد الإمام الرضا عليه السلام الذي يناسب في نفس اليوم لهذا سوف نؤخره يوماً وحداً وهكذا سيكون يوم الثاني عشر من ذي القعدة يوماً للمرجعية .
(١) تحرير الأحكام- العلامة الحلي ج١ص٣٨ ، الحدائق الناضرة- المحقق البحراني ج١١ ص٢٠٧)(٢) عوائد الأيام-المحقق النراقي ص٥٣٢(٣) عوائد الأيام- المحقق النراقي ص٥٣٢(٤) كتاب القضاء- الشيخ الآشتياني ص١٢(٥) كتاب المكاسب والبيع- تقرير بحث النائيني للأملي ج٢ص٢٣٥ (٦) كفاية الأحكام -السيد السبزواري ج١ ص٤١(٧) تهذيب الأحكام – الشيخ الطوسي ج١ص٦
خضير العواد