وهنا نذكر حقيقة مهمة يجب ان يعلمها المهتمين ان بعض دول الجوار واقصد بها (تركيا والاردن والسعودية والكويت) لا ترغب بعراق قوي معافى , وهي تدرك جيدا ان بقاء المالكي هو السبيل لبقاء العراق ضعيفا بسبب سياسته الفاشلة واهتمامه بالمصلحة الشخصية والسير قدما نحو تأسيس دكتاتورية تحت عنوان الديمقراطية والانتخاب , بالاضافة الى ان مخططاتها (السعودية وقطر وتركيا) في نشر الارهاب تمر عبر تواجد المالكي لضعف رؤيته الامنية , وتخبطه السياسي ! وقبوله بكل شي يبقيه على كرسي الحكم ! مما جعل العراق ساحة مفتوحة لخلايا الارهاب , فالابواب مشرعة للدخول والخروج من العراق ! لذا فهي تشن العداء في العلن للمالكي وبهذا تجعل منه في نظر فئة معينة انه بطلا يعاديه الدولة الداعمة للارهاب , ومن خلال سياستها الظاهرة نتائجها هي الداعم الاكبر له , ومن خلال وسائط سرية هي تدعم بكل ما تملك بقاء المالكي , فبسقوط المالكي تخسر هذه الدول الكثير .فارادة هذه الدول تتجه لبقاء المالكي على كرسي الحكم .
وامريكا ودول اخرى ايضا استمرار مصالحها ببقاء الصورة المشوشة على حالها , لذلك تاييدها للمالكي علني , وما ترحيبها بنتائج الانتخابات وعدم التفاتها لكثرة المعترضين على النتائج بعنوان التزوير الا دليل على قرار امريكي بدعم بقاء المالكي !
لكن هناك حقيقة تمثل حاجز للارادات الاقليمية والدولية وهو السخط الشعبي الكبير ضد شخص المالكي وجماعة القانون صناع الازمات , فالشعب العراقي ادرك خطر بقاء هؤلاء في السلطة , وكان يعد العدة للتغير عبر صناديق الانتخاب , باعتبار ان الشعب هو من يختار , فرفع كل الخيرين من ابناء البلد شعار التغيير والخلاص من المالكي وزمرته .
لذا كي تتحقق ارادة دول الجوار الداعمة للارهاب وارادة امريكا والدول الغربية كان لزاما ان يتم تزوير ارادة الشعب العراقي , فلا حل اخر , فسارت الخطة عبر محاور كي يتحقق المراد الاول هو جعل المفوضية العوبة بيد المالكي وجماعته , وتحقق هذا الامر تماما , وتم ادخال الكثير من الاشخاص ممن هم مؤيدين بالتمام للمالكي , وهكذا تم الامر وتم تزوير ارادة الشعب العراقي الذي صمم على اسقاط حكومة الازمات وابعاد المالكي عن الحكم , فاذا به يسير بنفس نهج صدام ويعلن انه تم الاكتساح فالناس تؤيده !!
واعترضت الكيانات السياسية بادلة دامغة توضح اساليب التزوير والتلاعب باصوات العراقيين ارضاءا لشخص المالكي وزمرته !
واعلنت النتائج الفضيحة التي اعتبرت حرب ضد الشعب العراقي , فهي ليست ما اراد الشعب بل هي نتائج ما ارادها المالكي وزمرته ! وهي نتائج ما اراده محور الارهاب الاقليمي وامريكا ومن يتبعها ! فرحبت امريكا ومن لف لفها بالنتائج وسكتت دول الاقليم عن التزوير ولن تتحرك ! لانه بقاء المالكي هو هدفها !
اليوم نحن بحاجة كبيرة ان ترص الصفوف بين باقي الكيانات وان لا يجذبها عسل المالكي وتنغر بعروضه , كي يتم عزله ويتم تشكيل حكومة من كل الكيانات الاخرى فقط جماعة القانون يتم ابعادها , هذا امر اساسي لكل الكيانات اذا ارادت ان تجنب العراق الدخول في المجهول وضياع الجهد والمال والوقت .
فالمسؤولية كبيرة على عاتق كل الكيانات الفائزة بمقاعد كي تضع قاعدة لا تغادرها وهي عزل المالكي وجماعته عن مشاورات تشكيل حكومة , كي يمكننا ان نحلم بعراق جميل .