نتكلم بصوت الشعب ونُعطى القرار، ونرى العراق يرتهن بمصالح خاصة فوق مطالب شعبه، وليذهب عنا من يخاف على كرسيه ويدع الحكم للفقراء اللذين لا يخافون.
الإعلام المزيف أشد وطأة من الإرهاب، ويفتح ابواب الفساد اكثر من نوافذها الهزيلة، التي ورثناها من الروتين القاتل، والمليارات تسرق بلا فواتير، ونعرف ان البعض لا يعجبه الإصلاح والتغير، ولا حدينا عن الفقراء والمحرومين، وعلينا أن نجامل واقع مخضب بدماء الأبرياء.
دخلت الى معترك الترشيح الانتخابي، احد اصدقائي نصحني بأن اكون سميناً، لأكون بصورة مهيبة كون بعضهم يأخذ الناس من المظاهر ويترك الجواهر، لكن الاخر قال ضاحكاً " ابقى على حالك النحيف كي ينتخبك الفقراء، كونهم يشعرون إنك منهم"
أتصلت بأصدقائي وأقاربي، وواصلني المثقفون والمعجبون، دخلت احياء الفقراء، وشربت من مائهم الأسن، شاهدت العجائب والغرائب من خداع المسؤلين للناس، وفاجأني بيت احد اقاربي معلق على بابه لافته شكر وتقدير كبير لأمين العاصمة، تراجعت لكني دخلت بيته، وسألت وكان الجواب: لأنه وضع شيء من التراب في الشارع! ويشعر انه متفضل على احياء العشوائيات، وطلب مني ان أعدهم بالتمليك مقابل الأصوات، ورفضت ان أخذ عهدا على ذلك، ووجدت من جلب معه القرأن، واخر استمارات الأراضي، وولائم ليل نهار، رفضت ان ألتقي من فتحوا ابوابهم دكاكين يأخذون من هذا ويعدون ذاك، خاطبتهم بالعقل، ووجدت من يخاطبهم بالعاطفة والطائفية.
في اول بشارة لي كانت ٢٠٠ صوت من احدى المدارس القريبة جداً عن بيتي، وتوالت الإتصالات من الأصدقاء والأقارب والمراقبين.
اخيراً جاءت النتائج التي ننتظرها بفارغ الصبر وعلى موقع مفوضية الانتخابات، بحثت عن أسمي وإذا اجد ما حصلت عليه ١٦٠ صوت، تراجعت قليلا وجلبت العوينات وهو نفس الرقم، قلت ربما اشتباه بالطباعة وقد يكون١٦٠٠ او ١٦٠٠٠ والأصفار تعني شيء كبير ولا تكلف في تحديد الأصوات، لكن الحقيقة إن أصواتي ليست مليون و٦٠٠ ألف بل هي ١٦٠٠٠٠٠٠ ستة عشر مليون، نعم انها اصوات من هم تحت خط الفقر ٦ ملايين وانا من بينهمن ومن لا يملكون بيوت بحدود ٣ ملايين وحدة سكنية، ومن يسكنون مثلي ٥٠ متر بلا تمليك، اي ما يقارب ٧ ملايين، و ٣ ملايين من متضررين من سوء الخدمات وانتشار الامراض والخدمات والارهاب والحروب.
رئيس مجلس الوزراء وزير اول في الدول البرلمانية وفي العراق، لا يختلف صوته عن أي وزير ولا يحتاج سوى الى برنامج إنتخابي، وشعور بالمسؤلية، يختار فريق من المستشارين وبطانة غير فاسدة، يعتمد على قيادة فريق حكومي منسجم لأجل بناء مشروع دولة، صادق مع نفسه عفيف في فعله، يتخذ من علي في ولاية واحد كيف صار مضرب للحكم والقيادة "عففت فعفّوا، ولو رتعت لرتعوا"
الشعب مصدر السلطات، والثورات تنطلق من الفقراء، ومن يواجه الحرمان والإرهاب والفساد، لا يخاف على شيء يخسره بعد.
الحيتان الكبيرة أبتعلت الأصوات، والتزوير قبل واثناء وبعد الإنتخابات، وأذا تسأل عن أصواتك لا تجد صدى لصوت الفقراء، وصار الكل يتحدثون عن رئيس الوزراء ومن يكون، ونسينا إننا في تحديد المصير، وإن تاريخنا سوف يشاهد ويكتب كيف نصنع حكومة مستقرة مطمئنة للجميع، تحقق الرغبات، لا بأس ان تختار اي عراقي من غير سكان المنطقة الخضراء ، ليشعر بمعاناة اكثر من ثلثي الشعب، وأنا واحد من هؤولاء اللذين يمثلون الشعب، ولا بأس أن أُرشح نفسي لرئاسة الوزراء، ويستحق أي عراقي لم تلطخ يده بالدماء والفساد، أن يعيش حياة أفضل من رئيس وزراء عراقي او امير خليجي.