جرت في جمهورية مصر العربية أنتخابات رئاسية أدّت الى فوز عبد الفتاح سيسي , وتجري هذا اليوم أنتخابات رئاسية في الجمهورية العربية السورية , وأغلب التوقعات بفوز الرئيس السوري الحالي الدكتوربشارالأسد بولاية ’أخرى لفترة سبعة سنوات .في كلا البلدين أندلعت قبل سنوات أحداث ما تم تسميته بالربيع العربي , في مصر كانت الثورة الشعبية سلمية من البداية وحتى النهاية بالرغم من القمع الواسع الذي صبّته القوات الأمنية ومئات الآلاف من البلطجية التابعين للحزب الوطني و لنظام مبارك على المتظاهرين والشباب والقوى الوطنية التي تدعم الثورة الشعبية ..ومع ذلك ظلت الثورة سلمية الى أن تمكنت من أزاحة الرئيس المزمن مبارك عن كرسي الرئاسة ,وحكم المجلس العسكري ويضم ’نخبة ضباط نظام مبارك ثم فاز الأسلاميون في أنتخابات حرة بأثني عشرمليون صوت ووصل رجال الإخوان المسلمين الى البرلمان ورئاسة الجمهورية ...ثم قامت ’نخبة ضباط نظام مبارك بأدارة ثورة مضادة وأنقلاب عسكري وألغوا الدستور وأعتقلوا الرئيس المنتخب وحلّوا البرلمان وأعتقلوا الآلاف من أنصار النظام الأسلامي ومن شباب ثورة ٢٥ وأحتفظوا بهم كرهائن للمقايضة بهم لأيقاف الفعاليات الشعبية المناهضة للأنقلاب المضاد ...ثم جرت الأنتخابات بالصورة المرضية لرموز نظام مبارك وفاز السيسي ...
أما في سوريا فيعرف الجميع ماجرى , فبعد مظاهرات سلمية قليلة قام بها محتجون في أطراف البلاد وليس في العاصمة على بعض الأوضاع غير الصحيحة وطالبوا الحكومة بالإصلاح , بعدها أنقلب المشهد تماما وتحول التحرك السلمي الى عمل مسلّح عنيف تقوم به مجموعات مسلّحة غالبيية أفرادها مرتزقة من خارج سوريا ومدعومين من السعودية وقطر وتركيا وفرنسا وقوى دولية ’أخرى..وتوضّح الهدف الحقيقي لربيع سوريا وهو تدمير محور المقاومة في المنطقة.. وأستمر مسلسل الذبح على الهوية والتمثيل بالجثث وتدمير رموز دينية للأقليات وتدمير المدن والمحلات ... ومع كل ذلك تمكن النظام وبدعم من أصدقائه وحلفائه من التصدي للثورة المضادة للتغييرالسلمي ومسك الأوضاع ودحر العصابات المسلحة والمرتزقة المدعومة بقوة من الخارج ..وفي هكذا أجواء تم إجراء الأنتخابات الر ئاسية ..
كل ما’أريد قوله : تابعوا معنا رجاء كيف تتعامل الحكومات العربية والغربية مع نتائج الأنتخابات المصرية التي جاءت على أثر ثورة مضادة وإنقلاب عسكري نفذه ضباط نظام مبارك ...؟ وكيف ستتعامل مع نتائج الأنتخابات الرئاسية السورية ؟ وستعرفون بأن نتائج أنتخابات مصر مقبولة من قبل الحكومات العربية الرجعية والقوى الغربية الكبرى , مهما قيل بحقها من أنتقادات ...بينما ستعرفون بأن النتائج في سورية مرفوضة من قبل تلك القوى الدولية والحكومات الرجعية ...وهنا ستتأكدون من سياسة المعايير المزدوجة ..