في هذه الايام تجري الأنتخابات في سوريا لأختيار الرئيس الجديد للمرحلة القادمة بعد الظروف القاسية التي مرت وتمر فيها سورية وشعبها ، هذه الأحداث المرعبة التي قلبت كل شيء هناك فأصبح البناء دمار والتاريخ والتراث مجرد ركام والبحث عن السعادة والحياة تغير الى حزن وموت ومن الوجوه الجميلة الى الوجوه المكفهرة القبيحة هكذا تغيرت سوريا خلال ثلاث سنين من الأحداث الدامية التي أحزنت كل محب وصديق وأسرت كل عدو وحاقد ، لم يرى المواطن السوري وبقية الشعوب في العالم إلا معارضة (داعش والنصرة المعارضة الحقيقية) تقتل وتدمر وتحرق وترجع الأحرار الى عبيد وإماء وتقدم في كل يوم رؤوس جديدة قد قطفت من أجسادها أو جلد أجساد قد تأخرت أو لم تنفذ أوامر الأمراء في طريقة العبادة لله سبحانه وتعالى ، لم تبقي هذه المعارضة (التي قدمت أغلبها من الخارج) أي أحترام للأماكن المقدسة لجميع الأديان فهي دمرت المساجد والكنائس وبقية دور العبادة للأديان الأخرى وقتلت الرهبان والأئمة وبقية النساك ، فلم يرى العالم باسره والشعب السوري من هذه المعارضة غير العلم الأسود الذي يحمله شيشاني أو سعودي كأنه راية القرصان واللباس والأسود واللحى الطويلة السوداء والسيوف التي تقطر بالدماء فلم يخرج من هذه المعارضة إلا لونان هما الأحمر لون القتل والدمار والأسود لون الحزن والبؤس والشقاء ، وفي المقابل لم تقدم الحكومة السورية إلا كل جميل خلال هذه المرحلة من التحرك السياسي الذي أعجب بحنكته وعقلانيته كل متتبع للقضية السورية حيث أرتكز على وحدة وقوة وشجاعة القرار بالرغم من الظروف القاسية التي تهز أكبر السياسيين وأكبر الحكومات في العالم ولكن بقى السياسي السوري هو المسيطر على كل حدث بالرغم من الكثافة العالية للمواقف المعادية أتجاهه ، أما التحرك العسكري فكان هادئاً وسرياً في تحركاته وأعماله فلم يخرج منه غير إنقاذ المختطفين الأبرياء وملاحقة المجرمين الذين عبروا الحدود من كل بلدان العالم وحماية الشعب السوري من الهجمات الإجرامية وبناء وإعادة الحياة لكل ما دمره الإرهاب ، بل يعمل المستحيل من أجل إيصال المواد الغذائية والدواء لكل أفراد الشعب الذين حاصرتهم العصابات التكفيرية ، فأصبح الشعب السوري في كل هذا ما بين خيارين أثنين لا ثالث لهما أما الحياة والعمل من أجل الوصول الى السعادة أو الموت والدمار والعمل من أجل قطع الأعناق ومن ثم الوصول الى حور العين التكفير ، وهكذا دفعت المعارضة السورية التكفيرية الشعب السوري الى أنتخاب بشار الأسد الذي لم يخرج في هذه المحنة إلا في حالة إنقاذ أو تحرير كنيسة أو مسجد أو مجموعة من المخطوفين أو تحرير مدن من قبضة المجاميع الإرهابية ليطمئن الخائفين ويقدم العون للملهوفين الجائعين ويقدم الوعود لأرجاع الحياة السعيدة للسوريين وخلفه العلم السوري محمول بيد الجندي أو المواطن السوري بألوانه الحمراء والسوداء والبيضاء والخضراء ، التي تمثل القتل لكل طامع ومجرم عبر الحدود والحياة الحزينة لكل من يفكر في تدمير سعادة السوريين والصفاء والنقاء والهدوء لمستقبل موعود مملوء بالخضراء والثراء والحياة الجميلة .
خضير العواد