وقليلون اخذوا بما يتناسب مع ما قدموه من خدمات لمجتمعاتهم اولاً وللانسانية ثانياً، احترموا غاية وجودهم، تفانوا بتقديم عصارة جهودهم،اخلصوا بانجاز ما عليهم من واجبات، وطالبوا بما لهم من حقوق غير باغين ولا معتدين. وكثيرون واصلوا ويواصلون الليل بالنهار كداً وتعباً وشقاءاً ليحصلوا على قوت يومهم... لمجرد العيش.. واي عيش؟!.
والاكثر.. هم الذين يسعون للاستحواذ على كل شي دون تقديم شي، منتهزو فرص، مستغلو مواقف، مترقبو غفلات، متسقطو عثرات، نهمون لا يفكرون الا في الربح وتحقيق المزيد من المكاسب والمنافع ولو كان على جوع وجثث الاخرين، ولو كان على حساب خراب المجتمعات وتدمير الاوطان.
خطيرة بل كارثية نتائج وتداعيات هذه النزعة المرضية اذا كانت على مستوى افراد عاديين.. او مجموعة تجار ومضاربين او اقطاعيين او مهربين فكم سيكون مدى الطوفان اذا تمكنت هذه النزعة الوبائية في نفوس قادة بلدان ومجتمعات، ورؤساء احزاب وحركات، وممثلي جماهير وتجمعات!. لم نشعر بخطورة هذا التوجه وهذه الممارسات مثلما شعرنا بها اليوم مع انها ليست بالامر الجديد ولا بالحدث الطارئ، ولم نتحسس منها تحسسنا اليوم. هل هو صفاء نوايا وحسن ظن منا بالاخرين ام ان تلك النزعة لم تمارس بالشكل المكشوف المفضوح الذي نراه اليوم؟!.وبحواسنا الخمس
رأيناها ..وسمعناها.. وشممناها.. ولمسناها.. وتذوقنا مرارتها ودفعنا ثمن تداعياتها منذ اليوم الاول لسقوط الصنم ومازلنا وسنظل.
رأيناها بوضوح تام، وسمعناها مجلجلة مدوية صاخبة، وشممناها عفنة منتنة، ولمسناها شائكة حادة جارحة.. وتذوقناها سماً زعافا: في هجوم المحوسمين، في خيانة المختلسين، في فساد المفسدين، في نهم وجشع المضارين، في وحشية وبربرية المنتقمين، في حقد وقسوة وخبث المتضررين من ذلك السقوط المدوي... في انانية وطمع بعض المسوؤلين وسوء سرائرهم، تلك الانانية التي ادخلتنا في دوامة الخلافات والاختلافات وذلك الطمع الذي ادخلنا في ازمات تتلوها ازمات، وسوء السرائر الذي حال ويحول دون تحقيق اهداف عملية التغيير والوصول بمسيرتها الى بر الامان، وعطل اوأخرّ المشاريع الحيوية التي تتوقف عليها مصلحة العراق ومستقبل اجياله. ترى ماذا سنلمس ونسمع ونشم ونرى ما دام البعض قد غير قانون الحياة... خذ وهات وجعله: خذ وطالب وخذ!.