اليوم تعاد الصورة عند معارضي المالكي في المناطق السُنية. نعم انهم أصحاب مطالب مشروعة. والف نعم انه قد وقع عليهم حيف وظلم من الحكومة وصل الى حد تفريق تظاهراتهم بقوة السلاح. لكن البعض اليوم لجأوا الى الأجنبي أيضا بينما كانوا يعيبون على أغلب اهل الجنوب وقواهم السياسية عدم الوقوف بوجه الامريكان الذين جاؤوا لإنقاذهم من جرائم البعث وفاشيته.
وأي اجنبي استعانوا به؟ استعانوا بداعش لا غيرها! ياله من خيار خائب ومعيب لا بل ومرعب أيضا. أثورة في ظل داعش يا بعض أهل الانبار والموصل؟ كيف تنتظرون منا، نحن الذين لم تتحكم بنا النوازع الطائفية ولا العرقية ووقفنا بوجه المالكي من اجل مطالبكم المشروعة، ان نقف معكم اليوم حتى لو كان بينكم داعشي واحد. أجننتم انتم؟
يخرج علينا طارق الهاشمي امس ويطلب منا ان نحسب عدد رايات داعش بالموصل ونقارنها بعدد الرايات الأخرى. لو كانت ربع راية داعشية ستمنعنا من التعاطف معكم ولا نفكر بإيجاد ذريعة واحدة تحملنا على ذلك. سيد طارق الهاشمي انت نفسك لا تستطيع دخول الموصل اليوم لأنك تعرف بانهم لن يرحموك. لا لشي ربما لأنك فقط تضع ربطة حول عنقك وتلك في عرف داعش لوحدها تبيح جلدك ثم رجمك حتى الموت. أتدخل الموصل وأنت تعلم بان فيها من يريد تسوية قبور آبائك وأجدادك بالأرض لأنها حرام؟ من يفعل هكذا بالذين تحت الأرض، فلعمري ما الذي سيفعله بالذي او التي تمشي فوقها؟
ثم أية ثورة هذه التي ترفع صور عزة الدوري يا حضرات؟ ان كنتم تريدون ان تأكلوا وتقولوا لأنفسكم عوافي فكلوا الف عافية. لكن إن توقعتم انكم ستكسبون تعاطف عموم الشعب معكم خاصة في الجنوب فاعلموا انه لا احد فيهم يطيق حتى النظر في ملامح وجهه. أتبشرونا بعودة البعث من جديد؟ فال الله ولا فالكم.
لا يمكن لنا تصور سُنّي عراقي مخلص، وما أكثرهم، أن يقبل السير وراء مصاصي الدماء من داعش الا اذا كان مختطفا. ان كانت لديكم ثورة حقا فحرروها من قيد داعش أولا. لا تجهدوا أنفسكم لإقناعنا بحجة ان نسبتهم بينكم ٥ او ١٠ او ٣٠ بالمئة. نقتنع حين تكون النسبة صفر.
لنطهر بيتنا من التتار أولا كي يبقى لنا ولكم امل في الخلاص من كل مستبد يسعى لتكريس دعائم كرسي الدكتاتورية من جديد.
نعرف انها ليست مهمة سهلة لكنها هي البدّ الذي ليس غيره بدّ لمن يريد عراقا حرا يحتضن أهله ويحتضنونه بحب وصدق وأخوة.