العوائل تضطر لمغادرة المدينة لان القصف يتم (فجر الاثنين)، بهاونات ٦٠ملم.. فالمهاجمون قريبون جداً، وقد يضطر المقاومون للانسحاب من مواقعهم. وهناك محاولات لكل قوى الساحة من تركمان وكرد وعرب للتعامل مع الوضع.. ومهما سيكون مصير تلعفر في الساعات القريبة لكن من سينتصر في النهاية، في تلعفر البطلة وغيرها، هو من يمتلك المعنويات الاعلى، ومن ينظم جبهته عسكرياً وسياسياً.
الحشد الجماهيري، وتنظيم الحالة الامنية بمجملها امر اساس وضروري.. شرط تحقيق الوحدة الوطنية.. ليصبح الجمهور السني شريكاً اساسياً ومقاوماً في الصف الاول ضد الارهاب.. وليضع الكرد كامل طاقاتهم في المعركة.. وليطمئن الجمهور الشيعي انه تخلص مرة والى الابد من خطر داعش، وعملياتها الاجرامية. وهذا يتطلب اعادة الثقة المفقودة بين الاطراف.. وتعزيز المشتركات الكثيرة.. وتفهم الخلافيات ووضع الحلول المقبولة لها.. وايقاف الاتهامات المتبادلة.. وبان ما يهدد البلاد اكبر من الاشخاص. اقول ذلك ليس حباً بشعبي، ومنهم السنة والكرد فقط، بل حباً بهويتي وشيعيتي ايضاً. فاخطر ما يفعله بعضنا ويهدد به نفسه قبل غيره، هو استمراره، بالتأكيد على كل ما يستفز الاخر.. مستغلاً الاخطاء والهفوات.. بل والانحرافات، للمبالغة والتعامل كالاعداء.. فهذه ليست فترة مناظرات، لطرح حقائق او اكاذيب.. بل فترة رص الصفوف. فمعيار صحة الطرح، هو ردم الشرخ، وتطويق الارهاب وعزله. الذي ان انتصر لن تبقى معه بلاد، وعملية سياسية، وحقوق واغلبية واقلية، وسنة وكرد وشيعة، او اي شيء اخر.. فالحرب ضد الارهاب يجب ان توحدنا.. وتعلمنا ان احترام حقوق الاخر هي الضمانة لاحترام حقوقنا.. فليس من حق احد تخوين احد.. والوطن والوطنية ليست حكراً على طرف.
بدون السنة والكرد والشيعة والتركمان وغيرهم، لن يدحر الارهاب، لا في الساحة الواحدة ولا الوطن.. وعلينا تشذيب خطابنا.. فنحن لا نخاطب ساحة واحدة، بمفاهيم واحدة، بل ساحات مختلفة، راكمت الكثير من الحساسيات الحقيقية والكاذبة.. وعلينا تبديدها لا تضخيمها.. وهذا اهم من غلق شبكات التواصل الالكتروني، فالغلق والفراغ سيشجعان الاشاعة والاخبار الكاذبة.. وسيستمر التأليب والتخريب، لكن خارج انظارنا وقدراتنا على استخدام تلك الوسائل السريعة لفهمهما ومعالجتهما.