بالرغم من الفقر، والجوع، والحرمان؛ شعب يعلم الشعوب الحرية، والديمقراطية، ويعيد الحياة، والأمل في لحظة واحدة؛ ويلزم بزمام الامور، ويشد على جراحة، وينسى الماضي المرير؛ الذي فعله تجار السياسة، والمتاجرين بالبلدان، وارواح الشعوب.
بلا ادنى شك ان اليوم العراق يمر بمرحلة مهمة، ومفصلية في تاريخه، ويخوض اشرس معركة تاريخية، وانسانية، ويتصدى الى اكبر قوى دولية اقليمية، تكفيرية؛ تقودها مخابرات اسرائيلية، امريكية، تريد ان تجعل الحرب مفتوحه اسلامية، اسلامية؛ حيث جعلت في كل البلدان العربية، والاسلامية، والذي فيها تنوع طائفي، وقومي، وغذت تلك المخابرات الاسرائيلية، الامريكية؛ حركات، ومجاميع في هذه الدول؛ تحت يافطة الاسلام، وفتوى الجهاد، من اجل ان يكون لها موطئ قدم في كل مكان، وزمان؛ حتى يترسخ لدينا المفهوم الخاطئ ان الحرية، والديمقراطية لدى الاوربيين فقط، ويصوروا للعالم نحن شعوب قبلية تتحكم فيها لغة السلاح، والقتل، وغير قادرة على قيادة الشعوب، والمؤسسات؛ وليس لديها القدرة على مواكبة التطور، والتقدم التكنلوجي في العالم.
وقد جاءت هذه الفتوى للأمام السيد السيستاني(دام ظلة) في وقت ان الامه الاسلامية، ومقدساتها في خطر، وخاصة في العراق، وتقبع تحت مفاهيم خاطئة، وغير صحيحه؛ فلذلك اصدرت المرجعية الدينية هكذا فتوى لتصحيح هذه المفاهيم، والاخطاء المتراكمة على صدر الشعوب، والامة الاسلامية، وتضع حجر الاساس للانطلاق الى الافق الاسلامي الكبير، والواسع، وتوضح الخطوط العامة، والمسارات الصحيحة، والسالكة التي ارادها الباري عز واجل، ونبيه الكريم(صل الله عليه واله) واهل البيت(عليهم السلام) عندما اصدر المرجع هذه الفتوى التي نسفت بنائهم الخاطئ، وخلطت جميع اوراقهم، ومناهجهم؛ التي اعدوها منذ قرن من الزمن بعد فتوى الميرزاء السيد الشيرازي في ثورة العشرين، والتي قلبت الطاولة على البريطانيين آنذاك، ونسفت مشروعهم الكبير في الوطن العربي، والاسلامي.
وايضا جاءت هذه الفتوى من المرجع الاعلى في النجف الاشرف، في وقت احتدم فيه الصراع السياسي، ونشب حكم دكتاتوري جديد في البلاد، واختزال جمهور كبير للسلطة، وخلق جيل جديد يهاجم العلماء، والمفكرين، والمجاهدين، والاساتذة؛ تحت مفاهيم، وعناوين، ومسميات خاطئة؛ اذ لم تكن معي فانت"داعشي" حتى لو كنت عالما رباني، واستاذا مخضرم، ومجاهدا وطني؛ كالذي كانت تساق علينا قبل ٢٠٠٣، اذ لم تكن بعثي فانت"فارسي".