للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، مطامع كبرى في إعادة بناء المنطقة، بشكل جديد وتحت عنوان يلفت الإنتباه، ألا وهو الشرق الأوسط الكبير، أو ما يعرف بتقسيم المقسم، في تكرار جديد لسيناريو سايكس بيكو الذي أقيم في عام ١٩١٦ .
وذلك لتفرض نفوذها ،بشكل سلس، يتناسب مع طمعها في الاستحواذ، على ثروات المنطقة من جميع النواحي، وهذا ما رأيناه بتدخلها السافر، غير المبرر في ثورات ما يسمى بالربيع العربي، الذي أمسى دمويا بإمتياز، وهذا ما عايشته سوريا، مصر، ليبيا، اليمن، تونس، والآن العراق، والبحرين هي الدولة الوحيدة, التي كانت انتفاضتها سلمية١٠٠%.
تعد هذه الدول مناطق مهمة في الوطن العربي، بعدما تنفست هذه الشعوب الصعداء، وما نالته من حرية بعد ثورات كبرى، على طواغيتها الذين جثموا على صدر الأمة، تدخلت اميركا ودويلة إسرائيل وبعض ممن يتبعون جاه وسلطة العم دولار، لإجهاض ما تَمخَّضَ من صحوة الشعوب .
وتنفيذا لما تشتهي شهوات الصهاينة وأذنابها من العرب والغرب؛ الذين أرادوا بشكل أو بآخر، تنفيذ سايكس بيكو ٢ في العراق،وعبر منفذ مؤطر بقانون دولي، المعروف بحقوق الإنسان! الذي يتجاهل بقصد أو بغير قصد، ما يرتكبه الإرهابيون، من أعمال بشعة يندى لها جبين الإنسانية، إتجاه المواطنين بشكل عام، وبإتجاه المكون الشيعي بشكل خاص وكبير، فرغم ما ناله المكون السني، من حقوق ومناصب مهمة، في العملية السياسة اليافعة، التي كان يحلم بها المكون الشيعي، الذي يشكل غالبية المجتمع العراقي بأكثر من ٦٥% أبان حكم الطاغية هدام؛ لم يرق للبعض من بقايا نازية البعث الفاشي، ومن الذين يتاجرون بالدم العراقي، أمثال علماء السوء والفتنة، ولا ننسى داعش المدعوم علنا، من دويلات تريد أن تلعب دور الدول العظمى والمؤثرة في الشرق الأوسط، أن يتصدى لحكم أرض الرافدين، من أبناء المذهب الشيعي، وأن تمارس هذه الطائفة، شعائرها وطقوسها الدينية بحرية تامة .
وفي خرق أمني لم يعهده العراق، منذ سقوط نظام الكفر البائد، وتطبيقا لمشروع سايكس بيكو بحلة جديدة، جاعلين من العراق غرفة تجارب، وفجأة بين ليلة وضحاها، إنهارت محافظة نينوى ، وأجزاء من محافظة صلاح الدين، وأيضا الأنبار، وسقطت هذه بيد عصابات لا تعرف للرحمة عنوان، جراء تخاذل قيادات سياسية، وآخر عسكرية، التي حذفت معنى الوطنية من ضمائرها، بعد إمتلاء بطونها من أكل الحرام .
إستنهضت همم وغيرة أبناء الوسط والجنوب، للذود والدفاع عن حرائر أبناء الشمال والغرب العزيز، وبعد صرخات أطلقتها مرجعية السيستاني العليا، بوجوب قتال هذه العصابات التكفيرية، والدفاع عن جزء لا يتجزء من العراق العظيم، تعبيرا عن اللحمة الوطنية، وتراص صفوف أبناء الوطن الواحد، وفي ملحمة بطولية رائعة، تهافت الكبير المسن والصغير اليافع، رجالا ونساءا، لا من أجل شيء وإنما من أجل وحدة العراق ومواجهة مخططات المؤامرة التقسيمية .
لابد من وحدة كلمة السياسين، بعدما توحدة كلمة الشعب في مواجهة التحديات، وتشكيل حكومة الفريق المتجانس القوي، الذي يعمل على توحيد الرؤى، من أجل بناء عراق موحدا، من أقصى شماله إلى أبعد نقطة في الجنوب، ومن الشرق مارا بوسطه إلى غربه .