والأعلام صنوان لا يفترقان حتى يبلغا مقصود يهما وعلى الرغم من تفاعل الأعلام تجاه ذلك الحدث حيث عول عليه الأعلام المنافس لتيار شهيد المحراب الكثير ،بيد أن ردود أفعال تيار شهيد المحراب كانت لا توازي فعل ذلك الأعلام بل تكاد تكون لأتذكر في بعض الأحيان وهذا ما ترك تساؤل لدى ذلك الأعلام ومن يقف خلف ما كنته وهو ماهو حقيقة موقف المجلس الأعلى تجاه دعوات الانفصال؟ وهنا لابد من توضيح أمر في غاية الأهمية وهوان تنظيم بدر منذ تأسيسه ولحد اللحظة هو تنظيم منفصل إداريا عن المجلس الأعلى منذ ولادته ولكنه يرتبط بقيادة السيد شهيد المحراب (قد ) وسار تحت قيادته في فترة معارضة المهجر وبعد دخول العراق بعد تغيير النظام، على الرغم من وجود بعض الأصوات التي كانت تطالب بمطلبين أساسيين هما وجوب الأيمان بولاية الفقيه وتبعية بدر للجمهورية الإسلامية الإيرانية ما ولد صراعاً بدرياً داخلياً بين أرادتين الأولى اعتقدت بقيادة شهيد المحراب والقلة التي ترى ضرورة تحقيق التبعية للقرار الإيراني وتبني ولاية الفقيه !وهي فئة مشخصة غير عقائدية وقيادات متسلقة طموحها الامتيازات! وأخيرا مالت الكفة إلى الرأي الأول الذي يرى بقيادة شهيد المحراب وهي نتيجة طبيعة لرجحان كفة هذا الرأي مقابل محدودية أصحاب الرأي الثاني ،وبعد، استشهاد السيد شهيد المحراب وتزعم السيد عزيز العراق لم يتغير موقف البدريين ،غير أن الأصوات المبحوحة التي تعزف على وتر التبعية والولاية ليس ايماناً بتلك المطالب بل لخلق ارضية للنفاذ والتي تحرك بوصلتها مع الامتيازات دون الشعور بالهم العراقي ظلت تتحين الفرص لتحقيق أهدافها القديمة الجديدة !وما أن رحل عزيز العراق رحمه الله إلى جوار ربه واتفق تيار شهيد المحراب على زعامة السيد عمار الحكيم ظهرت تلك الأصوات إلى الواجهة ، واستطاعت أن تغتنم من مغانم الحكومة وكراسيها غير أنها خسرت قواعدها الجماهيرية بسبب ارتباط تلك القيادات المتسلقة بالمشروع الحكومي والذهاب إلى أقصى اليمين في تأييده على الرغم من فشله في تحقيق طموحات أبناء الشعب العراقي!وهذا ماجعل تلك القيادة تفقد لونها وطعمها وتتخبط قي قراراتها وما زاد الطين بلة أنها أرادت أن تضفي على نفسها لوناً جديداً فأخذت تطبل بقرار الانفصال التي يدرك البدريون قبل غيرهم أنهم منفصلون عن المجلس الأعلى منذ الولادة غير أن ارتباطهم الروحي والعقائدي بالمدرسة الحكيمية لايمكن أن تفك شفرة عقده الأخلاقي والديني امتيازات السياسة والسياسيين فالبدر يون حملوا أرواحهم على اكفهم يوم عزت النفوس فهم مشروع عراقي خالص لا يلوثه لهاث اللاهثين على الدنيا ،ولذلك كانت ردة فعل المجلس الأعلى مطمنئة تجاه طبول الانفصال التي أدرت على قارعيها حطام الدنيا لكنها عزلتهم إلى حيث حجمهم ومكانهم الطبيعي وزادت من تيارشهيد المحراب وبدر وهذا ما أوضحته بيعة البدريين في جميع مناطق العراق للسيد عمار الحكيم والتي أعادت إلى تلك القيادات رشدها وجعلتها تفكر بجدية بالعودة إلى سابق عهدها.