واذا كان تقبل الشعوب العربية لهذه الحالة الشاذة حالة طبيعية، وامرا عاديا،مفروغا منه - بعد ان حولها حكامها الى اشباح واقزام خاوية مسلوبة الارادة ..خانعة مطواعة - فما بال الشعوب الحية المتحررة التي سبقتنا بقرون ..ما بالها تتقبل هذا الانقلاب ببرود او تسكت وتعرض كون الامر لايعنيها ؟.ثم ما الذي دفع المنظمات الانسانية العالمية والوكالات الدولية المستقلة لتنحو نفس المنحى وتتصرف بانحيازية مصطفة مع الباطل والظلم والعدوان. ؟!.الدواعش يصدرون بيانا بانهم قتلوا ١٧٠٠طالبا من طلاب كلية القوة الجوية العراقية وبدم بارد مفاخرين ومتلذذين ومسجلين الحدث نصرا مؤزرا !.تتلقف وكالات الانباء والفضائيات الخبر وتسجله بعضا منها سبقا صحفيا !!.ثم تبتلعه وتخفيه .لم يهتز للعالم شعره، ولم يرف جفن ،بل كان فيه تشفيا عند معظم العرب وخاصة حكام الخليج .منظمة حقوق الانسان ومفوضيتها لم تستهجن ولم تستنكر مع انها تقيم الدنيا ولاتقعدها عندما ينفذ القضاء حكم الاعدام بارهابي ذبح المئات وفجر العشرات وخرب ودمر ماشاء قبل ان يقبض عليه ويحاكم عدة مرات ويبقى في سجن خمس نجوم ست سنوات او سبع قبل التنفيذ .مئات العوائل من تلعفر والشبك، فيها الشيوخ والنساء والاطفال تفر نافذة بجلدها من بطش عصابات داعش تاركة بيوتها واموالها وممتلكاتها نهبا للمتوحشين فلا تسمح لها سلطات كردستان بالدخول فتظل هائمة على وجوهها في القفار في هذا الحر اللاهب تموت عطشا ومعاناة بعد ان تقطعت بها السبل وسكت الجميع حتى منظمات حقوق الانسان التي تنبري دفاعا عن الارهابيين !!. تركمان كركوك وخاصة في طوز خرماتو وقرى بشير ،١٩٠ الف نازح مهجرفي محافظة ديالى من مناطق دلي عباس والسعدية والمقدادية ، واجهوا المصير ذاته والسكوت ذاته.صحيح ان تلاميذ كلية القوة الجوية وعوائل تلعفر وطوزخرماتووالشبك وبعض قرى ديالى يشتركون في انتماء معين لا يروق لأعراب الجزيرة واتباع يزيد وعبد الوهاب . لكن ما بال المنظمات الدولية والوكالات العالمية التي يفترض بها الحيادية والنظر الى الانسان كونه انسان من دون تمييز بسبب الدين والقومية والعرق واللون والتوجه ؟!.انه المال السحت الحرام الذي اشترت به السعودية وقطر ومعظم دول الخليج ..اشترت به الضمائر المستعدة للسقوط .