كل هذا حصل في مؤتمر عمان للجماعات الارهابية في العراق ليكون بمثابة الجناح السياسي لها ليعلنوا من هناك مباركتهم لحرب الابادة الطائفية وتقسيم العراق الذي تحقق فعلا اليوم بفعل ثورتهم التي قادتها داعش. المؤتمر دعوة صارخة للقتل. أصبحت الأمور واضحة الى درجة لا يصح معها خلاف او جدال. الجماعة لا يهدفون الى اسقاط حكومة المالكي وإنما الى اسقاط العملية السياسية برمتها. ولسان حالهم يقول اذا لم تسقط العملية السياسية وعاصمتها بغداد، وأنى لهم ذلك، فالتقسيم اصبح هو الامر الواقع.
والمؤسف بل الغريب والمستنكر ان يعقد المؤتمر في عمان التي تعلم قبل غيرها ان الأردن المحطة التالية وأنها ليست بعيدة عن نيران التعصب والتطرف الذي يسري في جسم المجتمعات العربية والإسلامية كالسرطان ويحول منطقة الشرق الأوسط برمتها الى ساحة احتراب طائفي لا يبقي ولا يذر. ولا يمكن ان يعقد المؤتمر بدون علم وموافقة وتسهيلات السلطات المعنية في الأردن. يشكل انعقاد هذا المؤتمر نقضا لكل التعهدات التي قدمها الملك الأردني والحكومة الأردنية. نحن نرفض ان يكون الأردن قاعدة لانطلاق المؤامرات البعثية الداعشية الطائفية ضد العراق.
ليس مؤتمر عمان كالمؤتمرات التي كانت تعقدها المعارضة العراقية ضد النظام البعثي المقبور. تلك كانت مؤتمرات وطنية يحضرها ممثلون لكل شرائح المجتمع العراقي وكانت تنطلق من شعور والتزام وطني وليس طائفيا ولم تعلن الحرب على وحدة العراق او احدى طوائفه. اما مؤتمر عمان فقد نشاطا طائفيا بامتياز.
محلياً يتعين على الأطراف المشاركة في العملية السياسية اعلان رفضها لمؤتمر عمان خاصة تلك التي جعل المؤتمر نفسه ناطقا باسمها ومدافعا عن مصالحها. لا يمكن ان تكون شريكا في بغداد ومعارضا في عمان.
أردنيا، ننتظر من الحكومة الاردنية أن تعلن براءتها وإدانتها للمؤتمر وأن تتخذ بحق المشاركين فيه نفس الاجراءات التي تتخذها بحق الارهابيين الذين ينفذون أعمالهم الإجرامية في مدنها؛ فالمؤتمر كان سيارة كبيرة مفخخة انفجرت في عمان. وأن تمنع نشاطهم المعادي للعراق ما داموا على الارض الاردنية. ان الامر يدخل في صميم العلاقات الاردنية العراقية ويهددها بالصميم.