منذ الصغر أحببتُ والديّ كثيراً ربما بقدر الله .. و حين فرّق الزمان بيننا
و تركاني مقهورين .. يأستُ منهم وحيداً حدّ الكآبة و ذلّ الغربة
ثم أحببتُ صاحبي حدّ الموت .. و حين تركني هو الآخر يأستُ من ألاصحاب!
و أحببتُ المعرفة و آلعلم .. حتّى إستشهدت لأجلها في كل البلاد ..
لظنّي أنها هي المنى .. و حين لم تفلح بتطييب خاطري و بلوغ مناي؛ أهملتها!
و أحببتُ زوجتي و أبنائي حدّ الجنون لتشابههم معي .. حتى ربطت الليل مع النهار لأجلهم و طويت آلبلاد لسعادتهم حتى القطب الشمالي!
و حين رأيت قساوة الحياة و الغربة بحقي و حقهم؛ يأستُ!
ثم رجعتُ القهقري أبحث عن إخواني .. و رأيت العجب العجاب و قد إكتوى كلّ منهم بهمومه!
حتى غدوتُ وحدي لا شيئ بشبه أشيائي .. حتى الألوان لا تشبه لوني .. و بتُ غريباً عن الدنيا و قد أثقل المرض و الدَّين و الهم كاهلي!
رجعت مأسوفاً لمحبوبي الأزلي الذي وحده لم يتركني لحظة .. بل لولاه لكنت نسياً منسيّاً!
بل إكتشفت بأنّ علّة العلل في الفراق و الألم و الوحدة في الحياة؛
هي آلغفلة و البعد عن المعشوق الأزلي الذي كان ودوداً معي في كلّ خطوة و همس ..
لكن آلغباء و آلجهل و آلشهوات و حب التسلط حالت من التقرب إليه!
رغم إنّه أقرب إلينا من حبل الوريد .. و لكن لا تشعرون!
عزيز الخزرجي