كلنا يتذكر حادثة الصحفي الذي قتل على يد أحد حمايات فوج رئاسة الجمهورية ، والتي جاءت قبيل الانتخابات ، وشاهدنا كيف ان السيد المالكي اطلق عبارته الشهيرة "الدم بالدم" ، ثم ما لبث الرجل ان تراجع عن مقولته ، وذهب الدم ادراج الرياح .
اليوم يعود علينا نفس المشهد ، ولكن في منطقة ثانية ، وهذي المرة لطلبة القاعدة العراقية في تكريت والتي سميت باسم الطيار الامريكي "سبايكر" الذي سقط اثناء عاصفة الصحراء عند دخول القوات العراقية الى الكويت ، وسقوط طائرة هذا الطيار في الاراضي ،وتم تسليم جثته بعد ذلك عن طريق الصليب الأحمر الدولي .
الولايات المتحدة وفاءً منها لجنودها، وإذلال لبلدنا ، أسمت قاعدة ومدرسة القوات الجوية في تكريت على اسم هذا الطيار ، وبقيت التسمية واضحة ومعلومة للجميع ، حتى جاءت كارثة طلاب سبايكر الذين ذبحوا بأبشع انواع القتل الإرهابي الداعشي والمتحالفين معه من عشائر بعثية منحازة تماماً الى ابناها القتلة وذباحيها ، من عشائر البوعجيل ، والبيجات ، والجواري ، وغيرهم ممن شارك بقتل اكثر من ١٧٠٠طالب في هذه الكلية ، الذين لم يكن لهم ذنب سوى انهم من المناطق الجنوبية جميعهم ، بعد ان تم اخراج الطلبة الآخرين من السنة ، وهروب الطلبة الأكراد ، فما بقى سوى هولاء الأضاحي ليتحول دم النهر الى الأحمر من دماء هولاء الأبرياء .
هذه العصابة البعثية ومن تحالف معها من الدواعش ، وأبناء عصابات الأجرام صدام ، من ابناء السبعاوي ، وعبد حمود ، وعي حسن المجيد ، ووطبان وغيرهم من أوباش وأشباه الرجال الذين ضيعوا كرامة الشعب العراقي على أربعين عاما من التسلط البعثي على العراق وشعبه ، حتى أصبحوا عبيدا من حيث لا يعلمون.
هذه المذبحة التي حصلت في العراق ، ولم تحصل في اي بلد اخر ، عكست الواقع المزري الذي يعيشه العراق وشعبه ، فما حصل في هذه المجزرة يذكرنا تماماً بما فعله البعث الكافر وصدام المجرم بالشعب العراقي إبان انتفاضة ١٩٩١ ، حيث امتلئت المدن بالمقابر الجماعية ، والذبح وقطع الرؤوس ، والإلسن ، والأذان ، وغيرها من ابشع الممارسات البعثية ضد الشعب الأعزل .
جريمة سبايكر حملت حقدا طائفيا واضحا ، فصارت شعاراً للخسة والجبن من جانب ، وعكست إهمالا واضحا من الحكومة ، والتي تعمدت غض النظر عن هذه الجريمة النكراء ،والبحث عن الجناة اين كانوا وأينما كانوا ؟!!
هذا الجريمة كان يفترض بها ان تأخذ بعدا إقليمياً ودولياً فأين ممثل العراق في جامعة الدول العربية ، واين ممثل العراق في الامم المتحدة أليس من المفترض ان يكون لهم صوت في المحفل الدولي والمطالبة بالإدانة الدولية لهذا العمل الجبان ، ومطالبة المجتمع الدولي بمساعدة العراق في حربه ضد الارهاب البعثداعشي .
كما ان على الحكومة الغير منتهية ولايتها ان تبحث عن الجناة ، ومحاسبتهم والقصاص منهم بإعدامهم في نفس مكان الجريمة التي أودت بحياة ١٧٠٠ طالب من طلبة كلية القوة الجوية في تكريت .
كما على السيد العبادي المكلف برئاسة الحكومة القادمة ، تعويض عوائل الشهداء في قاعدة "سبايكر" ، والبحث عن الآخرين الذين مازالوا تحت سطوة داعش ، البعث الإرهابي ، والضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه المساس بأمن وحياة المواطن العراقي ، لأننا لسنا بحاجة الى الإدانة وبيانات الاستنكار لأننا اليوم بأمس الحاجة الى تكاتف الجهود من اجل النهوض وبناء عراق جديد موحد ، بعد حكم فاسد لثمان سنوات من الصراعات والأزمات التي أودت بحياة الآلاف من الأبرياء من الشعب الجريح .
كما انها رسالة مفتوحة الى جميع سياسي العصر ، احترموا من انتخبكم ، واوصلكم الى مابيه أنتم اليوم ، قدروا معاناة شعباً هدته الحرمان والعوز، شعبا يريد ان يعيش لعله يجد الأمن والأمان ، فهل أنتم منه او أنكم ستكونون مصدر بلاءهم هذا ما تنتظره الأيام لهذا الشعب الجريح ؟!!!