أهل الفضل يدخلون الجنة بدون حساب, و لعلّ الشهداء وحدهم وحدهم مَنْ يصل تلك المرتبة العالية, هذا بحسب آلرّوايات و آلآيات ألصّريحة!
فمن هم أهل الفضل؛ يعني أهل (ألأخلاق الفاضلة) الّذين إتّخذوا الرّسول(ص) و أهل البيت(ع) قدوةً حسنة في تعاملهم مع الناس و آلطبيعة و آلوجود!؟
- مع الناس؛ لا يتعدّون على حقوقهم بل يُحسنون لهم و يواجهون السئية بآلحسنة!
- مع الوجود؛ يُفَعّلونَ و يُثوّرون المنابع الطبيعية عبر الزراعة و الصناعة و التعليم الأكاديمي و المشاركة في الأنتاج العلمي المفيد لا التقليدي الشائع في العراق و العرب, و بذلك لا يكونوا طفيليين على قوت الآخرين و صدقاتهم .. و لا يتكلمون على المنابر و الأعلام فقط كما هو حال الوعاظ و السياسيين والمعممين الحمقى(١)!
فقد وَرَدَ عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر، (ع) عن آبائه(ع) قال:
قال رسول الله (ص) في حديث:
[إذا كان يوم القيامة يُنادي مُنادٍ يسمع آخرهم كما يسمع أوّلهم فيقول: أين أهل الفضل؟ فيقوم عنق(٢) من الناس فيستقبلهم الملائكة فيقولون: ما فضلكم هذا الذي نوديتم به؟ فيقولون:
كُنا يُجْهَلُ علينا في الدُّنيا فنحمل و يُساءُ إلينا فنعفوا، فينادي منادٍ من الله تعالى: (صدق عبادي خلّوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب)].
و في رواية أخرى؛
عن أبي جعفر (ع) قال: [إنّ هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم، و إن أحدكم إذا غضب إحمرّت عيناه، و انتفخت أوداجه، و دخل الشيطان فيه، فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الارض، فان رجز الشيطان ليذهب عنه عند ذلك].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) يوجد في الدول العربية جيوشاً من السياسيين و الأداريين و المعممين و الموظفين بدون إنتاج حقيقي لا صناعي و لا زراعي و لا أكاديمي, خصوصاً في العراق حيث تذهب بحدود ٣٤% من خزينة العراق لجيوبهم من دون تقديم عمل حقيقي, و قد جردت الأموال العائدة من النفظ و المعادن و الزراعة في العراق وحده منذ السبعينات و إلى الآن حيث وصلت إلى ما يقرب من ترليون ترليون دولار, مقابل بعض الشوارع و البنايات و المطارات التي لا تصل قيمتها حتى ترليون دولار بغض النظر عن مواصفاتها, و السبب هو فساد و جهل الأحزاب السياسية الكثيرة التي توالت على الحكم للأسف بدءاً بحزب البعث الجاهل و إنتهاءاً بيومنا هذا
(٢) عنق: يعني مجموعة من الناس.