الأدلة كثيرة على تورط عدة دول في مساندة الإرهاب، والإسناد مباشر وغير مباشر، وفي أقل درجاته يتمثل في غض الطرف عن دخول الإرهابيين ومعالجة جرحاهم، وتضم القائمة كل من السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والكويت والأردن وتركيا والكيان الصهيوني.
من الأسباب المحتملة لتستر أمريكا على الدول الرعاية للإرهاب ما يلي:
أولاً: بافتراض أن جميع الدول الراعية للإرهاب باستثناء الكيان الصهيوني خاضعة لأمريكا فلو شاءت أمريكا إيقاف دعم حكومات هذه الدول ومؤسساتها وأفرادها للإرهاب لأمرتها بذلك مما يدل على وجود مصلحة أمريكية في استعمال الإرهاب لتحقيق سياساتها في المنطقة، وبالتحديد اسقاط النظم السياسية والجماعات المناهضة للهيمنة الأمريكية في سورية وإيران، ولو فضحت أمريكا دور عملائها فسيردون بكشف حقيقة التورط الأمريكي المباشر أو غير المباشر في تشجيعهم على اسناد الإرهاب.
ثانياً: أن أمريكا دولة عظمى هرمة، وغير قادرة على السيطرة على حلفائها كما في الماضي، فهي بحاجة إلى هذه الدول كما أن هذه الدول معتمدة على الدعم الأمريكي، أي أن العلاقة النفعية بين أمريكا وهذه الدول تبادلية ومتوازنة، ولو سماها وزير الخارجية الأمريكي فسترد بإجراءات انتقامية مثل سحب أرصدتهم النقدية الضخمة وتجميد صفقات التسليح الباهظة واغلاق القواعد الأمريكية على أراضيها.
ثالثاً: إن أمريكا وعملاءها مجرد أدوات لتنفيذ مخطط صهيوني، يرمي من نشر الإرهاب إلى ترسيخ صورة الإسلام والمسلمين باعتبارهم أعداء للحضارة والإنسانية ينبغي على الجميع معاداتهم وتبرير تقسيم المنطقة إلى دويلات أثنية وطائفية وتصفية القضية الفلسطينية.
مهما كان المبرر الحقيقي لجواب وزير الخارجية الأمريكي فلا يمكن انكار حقيقة تستره على هوية الدول الراعية للإرهاب وأن لأمريكا مصلحة عظمى في ذلك.
٢٠ أيلول ٢٠١٤م
(للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والإصلاح ووسيلة كبرى هي التعلم)