ضياع الامتيازات من السياسي المنتفع قد تكشف لك عن معدنه. والأدق انها قد تكشف لك عن مستوى فهمه وإنسانيته أيضا. أظنكم سمعتم عن ذلك الـ "مضيع صول جعابه"، و "المضيع معلفه" و "المضيع المشيتين". لكن ماذا عن الـ "مضيع صول السلطة"؟ من اليوم الذي سقط فيه حلم المالكي بالولاية الثالثة وأنا أتابع جماعته من مستشارين وكتاب ومروجين و "مغرمين". ولأن "صول" السلطة لم يقدم منجزا واحدا له علاقة بحماية أرواح العراقيين او فى احترام عقولهم، على مدى ثماني سنوات، صار أي منجز من رئيس الوزراء الجديد يرعبهم. يشعرون وكأنه "يصجمهم". وفيهم من يرى انه يتقصدهم بذلك. طبيعي جدا ان يبدأ من ينشد تغيير بلده نحو الأفضل بإلغاء الأسباب التى أدت الى تدهوره وتفككه وضياع دماء أبنائه وأرضه هدرا. الإنسان الطبيعي والمحب لوطنه وناسه لا يخاف من الغاء او ردم بؤر الظلام والظلم.
أإنسان هذ الذي يرعبه إيقاف قصف المدنيين؟ هل هو بشر ذلك الذي يتطير من اطلاق سراح المسجونين؟ أسوي من يرى في الغاء مكتب يستهلك المال العام من اجل "الكشخة"، جريمة؟
هذه القرارات المهمة سماها "احدهم"، وهو من دولة القانون، "مسلسل الالغاءات" الذي يراه قد "تسبب بإسقاطات خطيرة على الوضع الأمني العام نجم عنها تهاوي وحدات عسكرية أمام زحف العصابات الإرهابية". يا سلام! أما كانت تلك القرارات قائمة عندما تهاوت فرق وأفواج ومدن بكاملها، وليس وحدات؟ أنسينا سبايكر وسنجار؟ من كان القائد وصاحب القرار؟
الأقمش انه مازال يضلل الخلق ليقول لهم بان العبادي أقدم "على الغاء اهم منصب دستوري يتمتع به رئيس الوزراء وهو منصب القائد العام للقوات المسلحة"! يا عم، الرجل الغى المكتب وليس المنصب. على من تكذبون يا حضرات؟ كيف ألغاه وهو بنفسه قد امر بإحالة المقصرين على التقاعد كخطوة أولى لتطهير البيت بصفته قائدا عاما للقوات للمسلحة؟
وكل ذلك بكوم، وفهاوة "كشكوليات" المضيعين صولهم بكوم. الأخ عود ينكت ولا كأن سماء العراق وأرضه تبكيان على بكاء أمهات ضحايا غباء من زج بأبنائهم عرايا أمام أوحش مخلوقات الدنيا. في هذا الوقت الذي امتلأ به هواء العراق بتراب الأحزان والدماء يقول جنابه من باب الطنز انه لا يستبعد بان يقدم العبادي على "الغاء نادي القوة الجوية لكرة القدم خوفاً من قيامه بقصف الفرق الأخرى".
بايخة .. بايخة الله وكيل.