لاشك ولا ريب والمعروف عن حزب الدعوة, إن له تاريخ سياسي قديم, يمتد لأكثر من خمسون عاما وانه تأسس على يد مجموعة من علماء الدين, أمثال السيد مرتضى العسكري والسيد محمد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الحكيم والشيخ محمد مهدي الاصفي
أما السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس), فأنه لم يشترك في تأسيس حزب الدعوة لاعن قريب و لاعن بعيد ثم انه لم يثبت لدينا بالدليل القطعي انه من المؤسسين إلى حزب الدعوة, وإلا كيف يعقل أن يكون فيلسوفا ومفكرا كبيرا وعظيما مثل السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) الذي ألف عشرات الكتب الكبيرة و القيمة والعملاقة في الفكر الإسلامي مازالت لحد الآن نهرا من العطاء للفكر الاسلامي, لم يؤلف ولا كتابا واحدا بل حتى كتيب صغير في التنظير الفكري والسياسي لحزب الدعوة ولا يعقل أن يكون فيلسوفا ومفكرا كبيرا مثل السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) عاجز عن تأليف كتاب واحد في التنظير الفكري و السياسي لحزب الدعوة وهو الذي ألف كتب كبيرة وعملاقة في الفكرالاسلامي, مثل كتاب (فلسفتنا) (اقتصادنا) (مجتمعنا) (الأسس المنطقية للا استقراء) وهناك العشرات من الكتب الكبيرة و العملاقة التي لامجال لذكرها ألان فهل يعقل ان يكون مؤسس الحزب وصاحب هذا العطاء الفكري العظيم لاستطيع ان يكتب كتابا واحدا في التنظير الفكري لحزب الدعوة ؟!
إن الدليل الوحيد الذي يستدل به رجال حزب الدعوة , على أن السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) هو مؤسس حزب الدعوة , هي عبارة (أوصيكم بالدعوة خيرا فأنها أمل الأمة) وان هذا الدليل هو اوهن من بيت العنكبوت ولاستحق حتى النقاش.
إن السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) , للحقيقة وللأمانة العلمية وللتاريخ لم يؤسس حزب الدعوة ولم ينتمي إليه لاعن قريب و لاعن بعيد , وإنما انتمى بكل قوة وصدق إلى فكر الإمام الخميني العظيم(رضوان الباري تعالى عليه) والى فكر جمهورية الإمام المهدي العظيم (أرواحنا له الفدا) إلا وهي الجمهورية الإسلامية العظمى المباركة والمؤيدة بروح القدس في إيران العظمى حيث قال بكل قوة و صراحة وصيته المشهورة إلى مقلديه (ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام) وألف و كتب الكثير من الكتب و المقالات في حق الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران وعندما استشهد السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) على يد قرود البعث وقردهم الكبير المقبور صدام (لعنة الله عليه) فانه استشهد على محراب الإمام الخميني العظيم (رضوان الباري تعالى عليه) وعقيدة و مبادئ الجمهورية الاسلامية العظمى والمباركة في إيران
وعندما أسس الإمام الخميني العظيم (رضوان الله تعالى عليه) المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق عام ١٩٨٢ وهو عبارة عن تحالف للأحزاب و الحركات الاسلامية في العراق فان كل هذه الحركات و الأحزاب انضوت تحت هذا العنوان ماعدا حزب الدعوة الذي انحرف عن خطه الجهادي و الثوري الاسلامي الذي عرف به واثر التوجه الفكري العلماني وسوف نبين بالأدلة التالية صحة هذا الكلام و ما ذهبنا إليه
الدليل الأول
انه اثر الذهاب إلى لندن وخرج عن التحالف الاسلامي الجهادي و الثوري الذي أسسه الإمام الخميني العظيم (رضوان الله تعالى عليه), وهناك أسس حزب الدعوة في لندن أيدلوجية إسلامية جديدة تعرف اصطلاحا (الإسلام الأمريكي) أي الإسلام على الطريقة الأمريكية وهي التخلي نهائيا عن رفع شعار الإسلام وتطبيق أفكاره وإحكامه ونظامه وهو عكس ويتناقض تماما ما دعا إليه ونظر فيه السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) من ضرورة تطبيق مبادئ و أحكام الإسلام في النظام السياسي الاسلامي وذلك من خلال أقواله و أفكاره التي عبر عنها في التنظير الفكري في الكثير من كتبه
الدليل الثاني
تخلي حزب الدعوة بعد ذهابه واستقراره في لندن , عن خطه الثوري والجهادي في الكفاح و الجهاد لإسقاط النظام ألبعثي الكافر , وإنما اكتفى بالنضال السلبي والإعلامي فقط ,وأننا لم نسمع عن أي عملية مسلحة ضد النظام ألبعثي الكافر, في الوقت الذي كان فيه أبناء محمد باقر الحكيم يغو صون في أعماق الاهوار ويجوبون البراري غير آبهين لظلم وقسوة الهدام .
الدليل الثالث
تحول حزب الدعوة من حزب ديني إسلامي إلى حزب علماني ولكن يرفع شعار الإسلام إعلاميا
فقط وذلك من باب ذر الرماد في العيون .
الدليل الرابع
ليس لحزب الدعوة ألان أي مرجعية دينية يرتكز عليها فكريا و عقائديا , وإنما هناك مجلس شورى
مكون مجموعة من الأشخاص العلمانيين البعيدين كل البعد عن الأفكار والعقيدة الاسلامية , متأثرين بأفكار الغرب نتيجة لعيشهم في الدول الغربية
الدليل الخامس
إبعاد الدعاة الحقيقيين لحزب الدعوة , عن الحزب والذين يصل تاريخهم في الجهاد و الكفاح ضد حزب البعث الكافر , إلى ثلاثون و أربعون عاما , وتم المجيء بأشخاص انتموا إلى حزب الدعوة عام ٢٠٠٣ , ويصل عمرهم إلى نصف العمر الجهادي لهؤلاء الدعاة الحقيقيين , وأصبحوا هؤلاء المراهقين عمرا وسياسيا أعضاء في المكتب السياسي لحزب الدعوة .
الدليل السادس
أقامت حزب الدعوة دورات ثقافية بين فترة و أخرى في المكتب المركزي لحزب الدعوة الكائن في منطقة المطار, وتلقى في هذه الدورات الأفكار الهدامة و العلمانية والبعيدة كل البعد عن جوهر و روح الإسلام أمثال المحاضرات التي يلقيها الدكتور هادي حسن عليوي وهو أشهر من نار على علم في ترويج الأفكار العفنة و القذرة لحزب البعث الكافر والقومية العربية القذرة التي هي امتداد للفكر العفن و المتخلف والبربري للجاهلية وكما معروف فأن الفكر الإسلامي يتناقض تناقضا تاما مع مفهوم القومية بدليل قوله تعالى(إن أكرمكم عند الله اتقاكم) ورفع وشرف واعز الإسلام سلمان الفارسي(المحمدي) عاليا في الذرى والمجد وأذل واحتقر الإسلام قرود الجاهلية أمثال أبو لهب وأبو سفيان وأبو جهل وأصحاب السقيفة و معاوية ويزيد وبنوا أمية وبنوا العباس (لعنة الله عليهم أجمعين) وبالمناسبة فان معظم الأحزاب و التيارات الإسلامية العراقية التي تأسست بعد عام٢٠٠٣ فإنها متأثرة جدا بالأفكار العفنة و المتخلفة للجاهلية التي تتخذ من القومية شعارا لها يعلوا فوق شعار الأممية والعالمية للدين الإسلامي العظيم .
الدليل السابع
تناقض حزب الدعوة فكريا مع العقيدة الشيعية المقدسة , وخصوصا في قضية مظلومية الصديقة
الطاهرة فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) , والتي أثبتت جميع المصادر لكل المذاهب الإسلامية على اختلاف أفكارها على صحة الأدلة في مظلومية الزهراء (صلوات الله عليها ) , باستثناء الفكر الوهابي الصهيوني القذر
.
الدليل الثامن
تشتت وتشضي حزب الدعوة إلى عدة تنظيمات منها (تنظيم الخارج) وهو الجناح الحاكم و
المسيطر في حزب الدعوة وجناح حزب الدعوة (تنظيم العراق) وكما يحلوا لبعض الدعاة أن يسميه حزب البعث/ تنظيم العراق / وهو إن معظم أعضائه هم من الانتهازيين والمتملقين من حزب البعث الكافر وفدائيوا صدام المقبور وكذلك تنظيم حزب الدعوة
(تنظيم الداخل) وأما أعضائه فأنهم مجموعة من البائسين المثيرين في النفس الشفقة والتقزز والاشمئزاز , وهو يضم كل نطيحة و متردية , وقد يظهر في الأفق القريب لعباقرة حزب الدعوة وفلتة زمانهم تنظيمات جديدة , مثل تنظيم الجو ادر والكيارة وحي طارق (ولله في خلقه شؤون )
الدليل التاسع
قيام دعاة حزب الدعوة (تنظيم الخارج ) برمي مبادئ الإسلام والدعوة والجهاد إلى مكتبة الزمن التي أكل عليها الزمان وشرب , واخذ دعاة الحزب يتصارعون على كرسي الحكم و حب الدنيا ولذاتها التافه القذرة واخذوا يقلدون الغرب الصهيوني الصليبي في كل شيء , فمن حلق اللحى إلى تلميع الوجوه المنعمة و المترفة , و إلى امتلاك البيوت الفخمة , وركوب السيارات الحديثة وامتلاك العقارات, وأصبحوا من دعاة لله و الإسلام , إلى دعاة للشيطان والدنيا الزائلة القذرة
.
الدليل العاشر
فقدان حزب الدعوة لأي قاعدة شعبية داخل العراق و خارجه بينما كان في السبعينات و الثمانينات يشكل القاعدة الرئيسة للشعب العراقي واختزال الحزب في شخص و احد إلا و هو السيد المالكي فنجاح المالكي يعني نجاح لحزب الدعوة وفشل وسقوط المالكي يعني نهاية و سقوط لحزب الدعوة والى الأبد .
أما عن سر فوز قائمة السيد المالكي , فليس لأنه من حزب الدعوة , وإنما تفسر هذه الظاهرة على ضوء علم النفس الحديث في ترسخ صورة السيد المالكي في العقل الباطن (اللا شعور) للفرد العراقي من خلال شخصية السيد المالكي الجذابة والمحبوبة وفيها نوع من (الكاريزمية) ووجد فيها المواطن العراقي صدى وأماني الرغبات المكبوتة نتيجة لسنوات طويلة من الحرمان و الكبت
الدليل الحادي عشر
عدم وجود التنظير السياسي لحزب الدعوة , فكما هو معروف في تاريخ جميع الأحزاب السياسية
في العالم من وجود شخص منظر سياسي للحزب. .
الدليل الثاني عشر
النظرة الاستعلائية والفوقية التي ينظر بها دعاة الخارج إلى دعاة الداخل , حيث يقسم دعاة
الخارج التنظيم الحزبي إلى , دعاة رقم واحد ودعاة رقم اثنان و دعاة رقم ثلاثة الخ...... حتى وصل الاستهزاء والاحتقار لدعاة الداخل عندما قال احد قيادي دعاة الخارج وهو معروف في حقهم إنهم (دعاة الداخل) مجرد وكلاء امن إلى صدام , ولا نعلم كيف يقيم من عاش على فضلات و صدقات أمريكا و بريطانيا من ألهب الجلاد ظهره بالسياط وهو صامد بكل شمخ و إباء.
وأخيرا لم يبقى من حزب الدعوة غير الأطلال , ونشيد (باقر الصدر منا سلام) , وباقر الصدر منهم براء وعلى حزب الدعوة السلام.
قال تعالى(أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) صدق العلي العظيم . ...... والعاقبة للمتقين .