وصف رئيس الوزراء حيدر العبادي المعركة التي يخوضها الشعب العراقي ضد عصابة داعش الارهابية بانها معركة وجود. وهذا هو الحق. فهي ليست معركة على السلطة السياسية او على مغانم عسكرية او مكاسب وقتية. انما هي معركة يحكمها قانون «فناء الاخر شرط النصر». بمعنى ان فناء داعش شرط لانتصار الشعب العراقي او ان فناء الشعب العراقي شرط لانتصار داعش. ولهذا تشن داعش حرب إبادة بالغة القسوة على مختلف مكونات الشعب العراقي غير الداعشية.انتصار داعش متوقف على فناء الكرد والايزيديين والمسيحيين والسنة المعتدلين والشيعة وغيرهم.
وهذا يجعل حربنا مع داعش اخطر حرب يخوضها الشعب العراقي منذ اكثر من خمسة آلاف سنة. ولذا تتطلب هذه الحرب أقصى درجات الوعي والاستعداد.
ومن اجل تحقيق النصر في هذه المعركة المصيرية الوجودية يتعين إدارتها بأقل ما يمكن من الأخطاء في الحسابات وتقدير الموقف والتكتيك الدفاعي والهجومي. الخطأ هنا غير مسموح به لانه يعرض الوجود نفسه الى الخطر.
ومما يجنب القيادة العسكرية للحرب الخطأ حصانتها ضد المزايدات السياسية. فالقيادة العسكرية لا تستطيع ان تعمل في ظل المزايدات السياسية. ان هذا يحرم القيادة العسكرية القدرة على التقييم الصحيح للمعركة. القائد العسكري الميداني هو الذي يعرف متطلبات معركته واحتياجاتها. ويجب على القيادات العسكرية ان تبقى بعيدة عن المزايدات والمماحكات السياسية حتى تتفرغ للقتال.