في هذا الصباح، بي رغبة للخروج عن طوري تضاهي شدة حنيني للعراق. صرت كلما اكتب فقرة أعيد كتابتها في امل تخفيفها مراعاة لقواعد النشر والحياء العام. لذت بحيلة دفاعية في امل ان تعيدني من طور "الطويرجاوي" إلى "المحمداوي" فكتبت عمودا على راحتي لأشفي غليل صدري. لم أرسله للجريدة بل احتفظت به ليوم أو ساعة أخرى. وهكذا صرت اكتب واركن جانبا إلى ان أتيتكم بهذا العمود الذي خففت شدته لحد انه صار لا يحتمل التخفيف.
يا سادة يا كرام: كنت قبالة تصريح للنائبة عالية نصيف نشر في احد المواقع الإلكترونية مرافقا لصورتها البهية. نائبتنا هذه تتصور ان عملها، بعد انقشاع غيمة الولاية الثالثة، يتجسد في دور القشة التي تناحر الجاري حقا أو باطلا. ماذا تريد اختنا؟ إنها تحتج على قرار برلمان إقليم كردستان بشأن إرسال قوات البيشمركة إلى كوباني لمقاتلة داعش وتعده مخالفة دستورية. صبرني يا رب، فوحقك على طرف لساني جملة لو كتبتها لصاحت نائبة أخرى: يبووووووووووووووي.
أبعد كل الذي فعلته داعش بالعراق من الموصل إلى ديالى، ومن الرمادي إلى تكريت، ومن سنجار إلى سبايكر، ومن الصقلاوية إلى تلعفر، نأتي ونقول لمن يحاربها حتى لو بالصين انك ارتكبت مخالفة؟
إنها داعش يا نصيف ولا أقول أكثر. ألست مثل ذلك الذي سقط في بئر وجاء مستطرق مد يده لينقذه فسأل صاحب اليد هل انت على وضوء؟ أما من رادّ يردّ عليها بالتصويت على قرار برلماني يبيح لكل إنسان عراقي أو غير عراقي، هندي أو طاجكستاني بل ولكل جيش مهما كان دينه أو مذهبه أو دولته إن أراد مقاتلة داعش في أي مكان على وجه الأرض، فليتوكل من دون اخذ إذن من طرف حكومي أو غير حكومي؟
إنها داعش التي لو حاربها كائن من يكن سيغفر الله له ما تقدم من ذنوبه وما تأخر حتى لو خالف الدستور ألف مرة ومرة. ها شتقولين؟.