داعش الجرثومة السرطانية، التي أخذت تنخر بحسد الأمة، بعدما إنتقلت إثر تواطئ داخلي، مرتبط بأجندات خارجية، فهي وليدة لمشروع تآمري، يهدف لزعزعة الشرق الأوسط، الذي بالأساس لم يذق طعما للراحة، فالقرن العشرون والقرن الذي تلاه، هي أعوام مليئة بالأزمات، فالإحتلال الغربي فاتحتها، ومتنها إنقلابات عسكرية، وصولا إلى نشوء التطرف الديني، ولا يعرف أحدا متى تبدأ الخاتمة .
خاتمة تبدأ بنهاية المشروع التكفيري، المؤدلج بأفكار دخيلة مصطنعة، دين السلام الإسلام منها براء، تمول من أموال المسلمين ليقتلوا بها، تدرس مناهجها في بلاد المسلمين لتقتلهم، الفكر المنحرف الذي تطور سريعا خلال الفترة السابقة، أخذ ينتشر كالسرطان المميت، في ظل تسارع وتيرة الأحداث، خصوصا بعد ثورات ما يسمى بالربيع العربي، التي تشهد شتاء قارس، وسط تقلب المناخ، ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺛﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .
غليان الشارع العربي ربما يتمكن من تدفئة أوطانهم، سوريا مرورا بالعراق وصولا إلى مصر ولبنان وتونس واليمن وإنتهاءا بليبيا، التنظيمات الإرهابية تريد أن تضع لها موطئ قدم، لتتمكن من وضع أساسات، لتنفيذ مشروع تقسيم المقسم، لصنع خارطة جديد لشرق أوسط كبير .
الوضع العراقي الذي تأزم كثيرا، بعد قيام المتطرفين الإرهابيين بإحتلال جزء غير يسير من الأراضي، كنينوى وصلاح الدين والانبار ومناطق أخرى، بعدما كشف عن فشل كبير في بناء المؤسسة العسكرية، والتي أظهرت كثير من ملفات الفساد، التي كانت تدير هذه المؤسسة العريقة، مافيات متخصصة لإختيار ضباط فرق، لا على أساس المهنية والكفاءة، وإنما على أساس من يمتلك الأموال الطائلة والتأثير الكبير .
لكن بعد فتوى ﺍﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﺳﺘﺸﻌﺮﺕ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺿﻊ، بخطورة الوضع، توجه كثيرون لمقاتلة تنظيم داعش الإرهابي، مظهرة سرعة كبيرة في إستعادة المبادرة، وسقوط معاقل الإرهابيين شيئا فشيئا، فملحمة الصمود في امرلي، والضلوعية الصابرة، وجرف النصر وزمار وحاليا بيجي العراقية، جعلت الدواعش يحتضرون فهم يتمنون الموت، على الا يجابهوا الأشاوس الأبطال .
يعيش العراقيون في هذه الأيام مناسبة عاشوراء، التي تضرب فيها أروع الأمثلة في التضحية ونصرة المظلوم، فالمقاتلون يستلهمون من ثورة الإمام الحسين "عليه السلام" فدماءهم رخيصة من أجل الوطن، وإنتصار الدم على السيف، معيار بذل دمائهم في سبيل العراق .