العراق يتعرض لمحنة حقيقية, بوجود شخوص أسرى لعقد نفسية مستحكمة, إلا وهي الحكم, باعتبار إن فئة وجدت لتحكم العراق, بغض النظر عن الأغلبية أو الاستحقاق الانتخابي, وهذه الفكرة دفعتهم لتآمر على الواقع, فكان فعل أي شيء غير التنازل عن الإرث التاريخي, حتى لو تعاون مع الشيطان!
داعش اتفق العالم بأسره على تجريمها, حتى إن السعودية اعتبرتها تنظيم منحرف عن الإسلام, وتم التصريح بشأنها بأنه منظمة تابعة للصهيونية العالمية, وهدفها تمزيق الأمة الإسلامية, وأفعالها تنطق بانحرافها عن القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية, وان شرها مسلط ليس على الشيعة فقط, بل على كل العراقيين, فهي تسعى للسيطرة وإلغاء الأخر, فكيف يبرئها عبد الملك السعدي! تساؤل كبير بحق هذا الرجل؟
التصريحات الأخير لعبد الملك السعدي والتي يذكر فيها (نحن نستطيع التفاهم مع داعش بشرط إن تعطونا حقوقنا) في إشارات منه إلى تخفيف الإجرام الداعشي! ويعتبر الحوار معهم جائز! فأي منطق يتحدث به هذا الرجل؟ وكيف يقبل الحوار مع قتلة؟ وهذا التفاهم مع داعش دليل ضد عبد الملك, فكل من يتعاون مع الدواعش يجب تجريمه, وهو أعلن للملأ انه يملك نوع من الارتباط مع الدواعش.
الكثير من عشائر أهل السنة ترفض رؤية هؤلاء المعممين, الذي تم الدفع بهم كي يخلقوا أزمة, فالناس تواقة لوقف نزيف الدم العراقي, وإيجاد حالة صلح مع الأخر, مع رفض الارتباط بتنظيم داعش الإرهابي, لأنه لا يجلب إلا الخراب, وأمثال السعدي ممن يعطون الشرعية لتنظم داعش, وكلامه صك الغفران بحق مجرمي العصر, العالم كله يقف مع الحق العراقي في مطاردة هؤلاء, ويأتي السعدي طالبا قبولهم واسترضائهم! في موقف غريب سلبي جدا, فهل السعدي عراب الدواعش في العراق؟
اعتقد إن سكوت النخب والقانونيين والإعلام عن هذه المهازل لها دور في استفحال الفظائع, فكان يجب إن لا تسكت, بل تقوم بخطوات فعلية للدفاع عن حق الوطن والمجتمع, وتدفع بمحاسبة من يمثل خطرا على الوطن والمجتمع.
اليوم ننتظر إن يكون قانون يجرم كل من يدعم داعش بالقول أو الفعل, ويتم ملاحقتهم قانونيا, مع محاسبة القنوات والصحف والمواقع التي تروج لهم, لأنهم أساءوا للعراقيين, وقتلوا وهجروا الآلاف , فمن العار السكوت عن هؤلاء.