الرسالة الأخيرة الصادرة من المجرم أبو بكر البغدادي,أظهرت مدى الذعر الذي يسيطر عليه, التي يدعو فيها مقاتلي التنظيم بضرورة اخذ الحيطة والحذر, من اختراق صفوف التنظيم من قبل المقاتلين العراقيين, وان يغلقوا باب الانضمام على العراقيين فقط! فما سبب هذا الذعر من العراقيين؟ وما هي دوافع هذا التبدل؟
داعش تنظيم مخابراتي عالمي, وجد لتحقيق أهداف الاستكبار العالمي في المنطقة, فكانت الولادة في السنوات الثلاث الأخيرة, فتم دعمه بكل وسائل البقاء, وامتد من سوريا للعراق, عبر حواضن في مناطق معروفة, والحقيقة كان البروز الأكبر للتنظيم ليلة سقوط الموصل بيده.
الأجهزة المخابراتية العالمية والإقليمية تغذيه , كي يخلق على الأرض أوضاعا جديدة, بفعل خلق صراعات داخلية, من دون هوية واضحة إلا الارتباط بالغرب, فهو يقتل كل من يخالفه, ولا يرتبط بدين أو قيم, جاء تنظيم داعش ليحرق الأرض, ويؤسس بيئة صالحة للتقسيم, في العراق وسوريا, كي تنتج ولايات صغيرة متناحرة مع بعضها.
لكن الضربات العراقية له كانت مميتة, ففتوى المرجعية الصالحة قلبت الطاولة, على الغرب وإذنابها في المنطقة, حيث كان المخطط بسيطرة داعش على بغداد, وإعلان الخلافة الإرهابية, فتوقف هذا المخطط لحظة إعلان الفتوى, وتبدد حلم الشياطين, واليوم انتصارات آمرلي وجرف الصخر تفتح الطريق لتحرير الأرض من عصابات داعش, ويجب الإشارة لتوهج الدور ألمعلوماتي للعراقيين الأخيار, وظهور نتائجه على ارض العمليات العسكرية, فالسعي كبير لدحر أبو بكر وعصابته في مهدها, مما دفع بخليفة الفاسقين بوضع تعليمات جديدة.
الأمر الأخر هو انقلاب العشائر الحاضنة لهم, بعد تكدرهم من أفعال الدواعش بحقهم, فالدواعش لا يوقفهم قيم أخلاقية ولا وازع ديني, لذا ثارت العشائر ضدها, فتشكلت لجان وجماعات للاقتصاص من الدواعش في حواضنها, وهذا أربك داعش في مناطق نفوذها, لذلك كان منطقيا إن يعيد المجرم أبو بكر حساباته, بخصوص المنظمين لعصابته, ويتشدد في شروط قبول المقاتلين من العشائر الموالية له.
هكذا قرارات من جانب العدو يجب إن يتم قراءتها جيدا, فهو ردة فعل لوضع جديد, ليأتي الدور هنا لتغذية العامل, كي يتم محاصرة الدواعش بأرض الرافدين, والدفع بهم خارج الحدود, حيث يجب دعم العشائر الثائرة, وأهمية مسك الأرض, مع العمل على تجفيف روافد الدعم الداخلي لعصابات داعش, والاهتمام الأكبر بالمعلومات وتفسيرها, لأنها تمثل مقدمة لأي تحرك على الأرض, مهام يجب العمل بها كي نسحق تنظيم داعش الإرهابي.