الحقيقة إنها تظهر في الأفعال أيضا. وقد يمارسها المتمكن منها في فتوى أو ضحكة أو ابتسامة أو بإشارة من يديه أو عينيه أو شفتيه. باختصار شديد لا يجيد "الحسچة" إلا من كان على درجة عالية من الذكاء والحكمة والفطنة. عندما اعلن سماحة المرجع الديني الأعلى الجهاد الكفائي، أخبرني صاحب من داخل الخضراء، بيت الداء، ان شيخا يعمل مستشارا "مذهبيا" للمالكي حين سمع بالفتوى وضع يده على لحيته وقال: هاي مو خوش! ثم سألني الصاحب: ليش عود هذا ضاج؟ أجبته لأن في الفتوى "حسچة" تعني بأن المالكي طار. شلون؟ في اليوم التالي كتبت رسالة إلى سماحة المرجع الأعلى ونشرتها في أكثر من موقع على الإنترنت كي أتأكد من توقعي. ذكرت لسماحته ان كتب الشيعة تضع شروطا على من يقود جموع المتطوعين من بينها ان يكون "عارفا بتسريب العساكر وتدريب الحرب، وان لم يكن إماما": كما جاء في أجوبة مسائل جار الله" لآية الله السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي وفي الصفحة ٦٤، وكذلك في كتاب "كشف الغطاء" لسماحة الشيخ جعفر كاشف الغطاء الصفحة ٣٨١. ثم سألت سماحته: هل السيد المالكي يمتلك قابلية السياسة وتدبير الحروب وهو الذي سيرأس جحافل المتطوعين؟ أم انه ليس كذلك مما يعني ان شروط الجهاد تفرض استبداله بمن هو أكفأ وأجدر؟ في الحقيقة لم يصلني الجواب مكتوبا بل وصل بقرار صريح لذوي الشأن. قرأه الشيخ المستشار فعاد ليضع يده على لحيته مرة أخرى ولسان حاله يقول: هذا الخفت منّه طحت بيه!