المتابع لهذا الوع يجد ان القصور الكبير الذي يحمله الكثير من قيادات الكتل والتعنت في ارائهم والنظرة القاصرة لمستقبل العراق يجعل من العملية السياسية تعيش حالة ارباك ربما تُسهم في تصعيد خطير لايحمد عقباه وبالتالي ستكون المسيرة الجديدة للعراق والتضحيات الكبيرة التي اعطاها الشعب العراقي في مهب الريح ، وهنا لابد من وقفة جدية ومخلصة بعيدا عن المصالح الشخصية والنظر بعمق الى مصحلة الشعب التي هي فوق كل اعتبار لحلحلة الوضع المتأزم الذي ازداد تأزما بموازاة انسحاب القوات الاميركية التي ينبغي على الجميع ان يحتفل ويفرح فيها الا ان الذي يحصل هو تراجع كبير في مسيرة العملية السياسية وهذا التراجع سيكون بالتأكيد محط انظار وحالة مفرحة لكل المناوئين والمتصيدين الذين يسعون الى عودة العراق الى ايام الظلم والدكتاتورية ، وهنا لابد للقيادات السياسية في العراق ان تنآى بنفسها وتتجنب الخلافات وتنظر بنظرة ثاقبة وحرص وطني الى مستقبل العراق واطفاله ومسيرة العملية الديمقراطية وبالتالي تفويت الفرصة على كل الاعداء ومن يدعمهم من خارج العراق ومن الدول التي تريد ايقاف عجلة بناء البلد وتصرف المليارات في ذلك
لقد بادر سماحة السيد عمار الحكيم بمجموعة من النقاط من خلال طرحها في الطاولة المستديرة التي دعا لها لجمع قيادات الكتل والمؤثرين المشهد السياسي العراقي محاولا بذلك جمع القادة في طاولة حوارية لمناقشة جميع الاشكاليات التي تمر بها العملية السياسية ووضع النقاط على الحروف وايجاد ميثاق مشترك يتميز بالجانب الاخلاقي وتفعيل الجهود لحل القضايا الخلافية والوقوف على النقاط المختلف عليها وحلها من خلال الدستور والقوانين التي تصبط العملية السياسية وبالتالي الوصول الى حلول جذرية لكل الاشكالات مع الاخذ بنظر الاعتبار العواقب الوخيمة التي ربما تنشأ نتيجة تعميق الخلافات وانعكاسها على الشارع العراقي ، ولكن مع الاسف الشديد حاول البعض السعي الى الالتفاف على هذه المبادرة او محاولة تجميدها بشتى الوسائل سواء عن طريق الالتفاف بطرق غير حضارية وتكليف اخرين لجمع القيادات والتي باءت بالفشل ولم تصل الى نتيجة تذكر بسبب التنصل او بسبب جعل البلد يعيش بازمات مستمرة وهذه واضحة للعيان ومع ذلك حاول السيد الحكيم التمسك بمبادرته ومباركة المبادرات الاخرى التي طرحت من قبل الكثير من القيادات السياسية والدينية ومنها مبادرة السيد جلال الطالباني او سماحة السيد مقتدى الصدر وهو بذلك يضرب مثلا في الايثار والتمسك بحل المشاكل التي يعاني منها البلد وتحت أي مسمى .
انني اعتقد ان مشاكل العراق وخصوصا وان البلد يمر بمنعطف خطير لاتحل الا من خلال الحوار وتبني المواقف الوطنية الحقيقية التي تهتم بالجانب الوطني ونبذ الخلافات للوصول الى آليات يتفق عليها الجميع وتخضع لميثاق شرف تتبناه جميع الكتل بمباركة الشعب العراقي وبهذا نصل الى بر الامان والطاولة المستديرة وكشف الحقائق بهدوء وروية هو الحل الامثل لذلك .