وكان ممثلون عن الفصائل السنية المسلحة, وشيوخ عشائر وأعضاء في حزب البعث البائد وشخوص الإرهاب والمعارضة , وتجار السوء من بقايا النظام العفلقي, قد عقدوا اجتماعا في تموز الماضي في الأردن لتوحيد جهودهم الرامية لتنفيذ مشروع التقسيم, وإرباك الوضع.
هناك أمر أساسي, إن لا مصالحة مع من تلطخت يدهم بدماء العراقيين, ولا مكان للبعث في العراق الجديد, هذا الأمر أساسي لا يمكن تجاوزه, وعلى هؤلاء القتلة والإرهابيين والمطلوبين للقضاء, إن يفكروا بالتوبة ومحاسبة النفس وإصلاح حالهم, بعيد عن أحلامهم بالعودة للممارسة البغاء السياسي , كما كانوا في زمن الهدام,
المساعي الأمريكية تأتي لتحريك الدمى, فهي تحلم بالتقسيم, وهؤلاء الدمى هي كل ما تملك, من أدوات, شخوص فقدوا الانتماء للوطن, وتغيب عنهم القيم الأخلاقية, ومارسوا القتل بحق العراقيين, فتكاملت صفات الخسة والوضاعة التي تجذب المخطط الأمريكي, في رسم صور مظلمة للمستقبل, وجانب أخر إن أردت إن تعرف مكمن الشر ,فانظر أين اهتمام أمريكا, أمريكا لا تريد الخير للعراق, بل تسعى بشراسة لتقسيم البلد, وتجعل من فلول البعث وتنظيمات الذبح, سبيلا لتحقيق طموحاتها.
الموقف السني العام, يجب إن يعلن البراءة من هؤلاء القتلة, خصوصا المشتركين في العملية السياسية, فإعلانهم أنهم ضد كل من شارك بدماء العراقيين, أمر مهم لإعادة الثقة بين المكونات, لان الغرب والمرتبطين بهم يسعون لحرق الأرض, وهذا ما لا يقبله عاقل, وما حصل للموصل ليس ببعيد عن أهل السنة , فاعلان الموقف الرافض لهؤلاء القتلة والمأجورين مهم, وهو نوع من المسؤولية بأعناق أهل السنة الطيبين.
الأردن, يجب الانفتاح عليه حكوميا, وتنظيم العلاقة معه, بحيث يكون عونا للعراق ,وليس سكينة في الظهر, فالنفط العراقي والاقتصاد ضروريان للأردن, فلما لا يكونا عاملي ترغيب وضغط كي تكون الأردن مساندة لنا وليست عدو , تنظيم العلاقات مع دول الجوار من الأساسيات في المرحلة الحالية, بعد عشر سنوات فاشلة تماما للسياسية الخارجية, الأردن يمكن إن يكون وسيط مهم, ويمكن إن يكون بوابة نحو الآخرين, فقط نحتاج لرؤية ومنهج عملي معهم.
ملاحظة هامة, أمريكا أعلنت أنها ستسلح المقاتلين السنة, وإنها خصصت مبالغ كبيرة, وفق خطط وتوقيتات زمنية متسلسلة, هل يعني هذا أنها ستقوم بتسليح الإرهابيين, والمطلوبين للقضاء, وبقايا البعث , فالقتلة وحدهم من يخدم المشروع الأمريكي الحالي, هذا هو الظاهر من الأمر ولا شيء غيره, أنها لعبة قذرة تلعبها أمريكا , ويتبعها السذج والأشرار.
الهجوم المضاد مهما ألان, يجب إفشال هذه الرؤية الأمريكية وهي مازالت في المهد, عبر تقطيع حبال الفكرة.
المحور الأول, حل قضايا المناطق الغربية, والتواصل مع شيوخ العشائر, وتطبيق رؤية وطنية للإصلاح, فاحتضان العشائر السنية واجب وطني وأخلاقي, خصوصا إننا اليوم جميعا في حرب ضد داعش وأعوانها. ثانياً: الانفتاح على الأردن كي تغير موقفها السياسي, فالاقتصاد والسياسة تلتقي دوما. المحور الثالث, دور الإعلام في مهاجمة الفكرة وهي بعدها بالولادة, كي تموت قبل إن تنشر سمومها, توضيح الموقف الأمريكي, الساعي لصب الزيت على النار.
لو توحدة هذه المحاور الثلاث , السياسة والإعلام والاقتصاد,لما ضاع حق عراقي, هذا هو طريق النجاح .من أي مشكلة تواجهنا.