والغريب انه يعترف بان الجيش والقوات اﻻمنية انسحبت من المدينة (الموصل وتوابعها) واخلت مواقعها لداعش بدون قتال وانما كانت هناك مؤامرة وخيانة من قبل اطراف سياسية لم يسميها كعادته طبعا.(،من هي تلك الجهات السياسية…ولماذا لم تخبرنا بها في حينها.. ولماذا لم تتصدى لتلك المؤامرة يا دولة الرئيس..!!؟). والعجب انه نسي او تناسى انه هو القائد العام للقوات المسلحة وانه هو باﻻصالة وزير الدفاع وهو وزير الداخلية وهو رئيس جهاز المخابرات اﻻصيل وهو رئيس الوزراء وهو ومكتبه والشلة من بعض مستشاريه وقياداته الأغبياء والجهلة والفاسدين والبعثيين من يحرك كل القطعات العسكرية واﻻمنية من خلال اﻻتصال الهاتفي المباشر او الرسائل النصية او حتى الوتساب…!!؟وهذا ما تكشف لنا من خلال اجراءات اﻻقالة والمحاسبة ﻻكثر من ٦٠ من القادة اﻻمنيين والعسكريين والقادم اعظم..؟!.اين جيشك وقواتك اﻻمنية التي بنيتها خلال ثمان سنوات وانفقت عليها اﻻموال الطائلة والتي انهارت خلال ٤٨ ساعة يا دولة الرئيس…!!؟
ما كنت انوي ان اناقش هذا الموضوع اصلا ، ولكن ثقل الحقيقة ووضوحها وبعد ما سمعت منه وعنه وعليه خلال الايام القليلة صار السكوت على ما ذهب اليه السيد المالكي هو “استحمار” للناس واستغفاﻻ لهم واستخفافا بعقولهم، خاصة وان مجلس النواب العراقي قد شكل لجنة او لجان تحقيقية في مسائل متعددة تخص تلك الحقبة واهم ما حصل فيها وهي كثيرة جدا والتي يمكن ان تلخص بمسائل ثلاث (سقوط الموصل..مجزرة سبايكر…الفساد المالي والصفقات المشبوهة)…وخاصة بعد اﻻجراءات الاصلاحية التي اتخذها رئيس الوزراء العبادي في وزارة الدفاع اصلاحا او عقوبة والتي تكررت مثلها في وزارة الداخلية وجهاز المخابرات.
والمتوقع ان تتخذ مثلها في باقي اجهزة الدولة ومفاصلها وخاصة الهامة منها ، مدعوما باعلان وزير الدفاع الذي اعلن ان هناك من القيادات من سيحال الى المحكمة بتهم الخيانة العظمى..!!؟
لم يحدثنا السيد المالكي عن اﻻسلحة واﻻموال والمعدات العسكرية التي وقعت بيد تلك العصابات والتي ادت الى سقوط باقي المناطق في ديالى وصلاح الدين واﻻنبار، وباتت وشكلت تهديدا حقيقيا في امكانية لسقوط بغداد وكربلاء وبابل لوﻻ الموقف الرشيد والتصدي الواعي والموقف التاريخي للمرجعية الدينية العليا في النجف اﻻشرف وعلى رأسها مرجعية اﻻمام السيد السيستاني في فتوي الجهاد التي اعادة للشعب دوره ونزعت من يد المالكي وقياداته (المتخاذلة حسب وصف وزير الدفاع الحالي) زمام المبادرة .
وﻻ ننسى ان نشيد ايضا بالمواقف الواعية وتدارك الموقف من قبل التحالف الوطني وفي مقدمة ذلك التجاوب الايجابي والقرار التاريخي الذي اتخذته قيادة حزب الدعوة في استبدال المالكي من موقعه في رئاسة الوزراء وتسمية السيد حيدرالعبادي بدلا عنه ..حيث ان هذا القرار قد جنب البلاد الكثير من الويلات والمصائب المتوقعة..!؟
المالكي ادان نفسه بنفسه (في مدينة الناصرية)وحسنا فعل اﻻهالي في استقباله بالحجارة والبيض الفاسد ان لم نقل بشيء اخر، وقبل ذلك ومباشرة وبعد سقوط الموصل اعلن المالكي انه سيحررها خلال ٤٨ ساعة وانه سينشأ جيشا بديلا عن الجيش المنهزم في الموصل والذي انفقت الدولة اكثر من ١٤٧ مليار دولار على تسليحه وتأهيله.
والسؤال اليس هذا اقرار بالفشل وسوء اﻻدارة..ثم يأتي السؤال اﻻصعب هل يعقل في ابسط المقاييس السياسية والعسكرية ان يحاسب اكثر قيادة الجيش والشرطة وﻻ يحاسب او يسئل الوزير او القائد العام للقوات المسلحة..!!؟من هو المسؤول الحقيقي عن تلك اﻻخفاقات..!؟واذا كنت تعلم فتلك مصيبة وان كنت ﻻ تعلم فلماذا هذه المكابرة واﻻحتيال واستدراج عواطف الناس.
انني اعتقد وبكل صراحة ان هناك جهات في دولة القانون وغيرها قد ساهمت بشكل او بأخر في تضليل الناس وتسويق المالكي كرجل للمرحلة ..كما انني اعتقد بان هؤﻻء هم شركاء في كل اﻻخفاقات التي حدثت في مفاصل الدولة خلال الوﻻية الثانية لحكومة المالكي الفاشلة والفاسدة..وان من اهم تلك اﻻخفاقات واولها عدم ايجاد قوة امنية وعسكرية تحمي التجربة السياسية ثم عدم العمل الجاد في الوصول الى الشريك السني المعتدل بل ذهب ابعد من ذلك بفقدان حتى الشريك الشيعي والكردي.. والطامة الكبرى هي ملفات الفساد التي كان اما يعالجها بشكل كيدي او يغض النظر عنها لتوظيفها في مصالح ومكاسب خاصة.. كل ذلك بإشارة غبية وجاهلة من بعض المقربين واللذين قد يكونوا شركاء في كثير من صفقات الفساد…!!؟فساد اخلاقي ومالي وادراي بلغ حدا من خلال جملة التعينات والإعفاءات (اﻻ دستورية) في الدرجات الخاصة في اﻻيام اﻻخيرة لتصريف اﻻعمال.. والكل يتحدث به وعنه ولكن العبرة في المواجهة والقضاء عليها..
يا رب انت العالم والساتر للعيوب..
حسن السيد سلمان