خصصت مجلة " كومنتري ماغازين " الأمريكية الثلاثاء, مقالاً لقضية النازحين, في محافظة كربلاء, وكيف إن الإعلام الغربي سلط الضوء على استقبال إقليم كردستان للنازحين فقط, وهي استقبلت فقط احد عشر إلف نازح,ولم يعطي الاهتمام الكافي بكربلاء وهي تحتضن أربعون إلف نازح إلى ألان, من مختلف الطوائف والأديان وليس الكورد فقط,
حيث أنصف كربلاء صحفي أمريكي, جاء ليعرف الحقيقة, وليكتب مقالته عن حاضرة العراق كربلاء, معتبرا إن هناك إخفاء مقصود للحقائق.
حقيقة مرة التي نعيشها اليوم, إعلام منحاز لمحور الشر, ولا يعمل بمهنية, ولا يفكر بإيصال الحقائق كما هي, بل تتدخل الأجندة والرؤى والمال, في صياغته للمعلومة والخبر, والمطلوب إقليما تهميش النقاط المضيئة لمدن التشيع, وتشويه الصورة, واعتبارها مناطق خطرة بحسب الصورة الإعلامية, ومتخلفة جدا, والمنطقة اليوم مشتعلة بالصراعات والمحاور ومختلف الاستقطابات, فظهور الانحياز متوقع, لكن يبقى الأهم كيفية إيصال الحقيقية للأخر.
كردستان سعت لتحسين صورتها إعلاميا, باعتبار أنها حاضرة العراق الوحيدة, وإنها تمثل المكان الأمن الوحيد, وهذا حق مشروع كي تكسب جانب السياحة والاستثمار, وحققت الكثير, حتى عندما تعرضت لخطر داعش, حيث كان الإعلام الغربي لجانبها وبشكل مكثف, تبعه الإعلام العربي بنفس الصورة, فقد سخرت الإعلام والعلاقات لمصالحها الخاص, مع طرح نفسها بديل سياحي عن العراق المتخم بالمشاكل, وبديل عن سوريا المنشغلة بحرب أهلية متعددة الرايات.
أي منقبة لكربلاء والنجف هناك تحسس إقليمي منها, بحسب النفس الطائفي التي تعمل بها كبرى القنوات الخبرية, والمضحك أنها تدار بكوادر غير إسلامية, وذات مشرب علماني, لكنها عند قضية التشيع تصبح طائفية النفس, وتفكر بخبث أكثر دهاءاً من معاوية نفسه, فتقصي أي خبر يكون ايجابيا حول العراق أو مدن الوسط والجنوب, تأثيرات الصراع واضحة على مهنة الإعلام, مما افقدنا الثقة بكل ما حولنا من فضائيات, يسخرها المال لتكذب.
أعلامنا العراقي مقصر, فالنازحون يحتاجون لتغطية إعلامية اكبر, الإهمال يلفهم, وسط برد الشتاء القارص, فكان يجب إن يكون النازحون قضيتنا, وان ندفع كل العالم ليحس بمعاناتهم, وان يفهم من ألان يأويهم, ومن يساعدهم, على اختلاف مذاهبهم وديانتهم, وهكذا أمر يحتاج لحملة إعلامية منظمة , تجبر عليها كل القنوات المحلية, من خلال ميثاق وطني, بما يخص قضايا البلد, عندها يمكن إن نفرض رؤيتنا الإعلامية, ويصعب طمسها.