هؤلاء يمكن تقسيمهم الى فئتين: فئة لها وزنها واحترامها وفئة دخيلة على الاعلام النزيه٠
هذه الفئة من الكتّاب والتي تتكاثر كالجرذان، تعيش على موائد ومساعدات تلك الدول٠ إما ان حصلواعلى التقاعد بطرق غير مشروعة، دون أن يعملوا حتى ليوم واحد أو يستغلون قوانين الضمان الاجتماعي في تلك البلدان ليحصلوا على مساعدات مالية من حكومات تلك البلدان٠ هذا يعني انهم (( عطّالة بطّالة)) كما نقول بالعامية٠ ولكي يسدوا أوقات فراغهم، فانهم يلجأون الى الكتابة دون ادنى ظوابط، متصورين أنفسهم كتّاباً ومثقفين (على كيفكم يابة٠٠٠ترة مو كل مدعبل جوز)٠ تراهم يتسابقون في الكتابة ويحاولون نشر المزيد من كتاباتهم الرديئة والمسمومة والمليئة بالالفاظ القبيحة٠ هؤلاء يشكلون خطراً على المجتمع٠ هم وباء وفايروسات٠ يدعون الى التفرقة والاقتتال الطائفي ويعيشون برفاهية في الدول الاوربية، حيث الماء النقي والكهرباء والخدمات الصحية المجانية والامان والمساعدات المالية والى ماذلك من امتيازات لاتعد ولاتحصى، دون أن يشعروا بحال الشعب العراقي المسكين والمحروم من أبسط الحقوق٠ لكن (( الشبعان ميدري بدرد الجوعان))٠
هؤلاء يسهرون الليل بمشاهدة القنوات الفضائية ويحتسون الشاي والقهوة في بيوتهم الامنة والدافئة ويكتبون مايحلو لهم دون ان يفكروا بالعواقب الوخيمة لكتاباتهم وتأثيرها السلبي على الداخل٠أما في النهار فترى أكثرهم نائمين كالبهائم، ثم يستيقضون في اخر النهار وهكذا دواليك٠
هؤلاء يذكّروني بأبيات من قصيدة الشاعر نزار قباني في قصيدته المشهورة
(( هوامش على دفتر النكّسة)) والتي كتبها في أواخر الستينات٠
يقول نزار
نمدح كالضفادع
نشتّم كالضفادع
نجعل من اقزامنا ابطالاً
نجعل من أنزالنا أشرافاً٠
قبل أيام ومن باب الصدفة وقع نظري على مقال في صحيفة (( الاخبار)) تحت عنوان (( أيها العراقيون الشرفاء ٠٠٠هبّوا لاسقاط هذا الاتفاق السياسي ))٠ الكاتب يقصد الاتفاق النفطي الاخير الذي حصل بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان٠ المقال أشبه بالبيانات التي كانت تذاع بعد كل انقلاب عسكري في العراق٠ يقول صاحبنا المحروس ( الله ليكثر من امثاله) مخاطباً الشعب العراقي وخاصة اهالي البصرة وكأنه نصب نفسه رئيساً لهم: أيها العراقيون ٠٠٠٠هبّوا لاسقاط الحكومة ٠٠٠٠ثم يطلب هذا البطل السوبرمان من أهالي البصرة لاعلان البصرة أقليماً منفصلا عن بغداد وحكومتها الخائنة على حد قوله٠ لاأدري لماذا لايذهب جنابه المحروس الى العراق ويكون في مقدمة أهالي البصرة؟
ينصح المرجعية الدينية لرفض الاتفاق وكأن المرجعية الدينية المحترمة بحاجة لنصائحه الفارغة وهو أحرص من الجميع على العراق !!!!! هذا الشخص وأمثاله هم جزء من الفئة الثانية من الكتّاب الذين يدور مقالي حولهم٠ لايهمهم أن تسيل الدماء على أرض العراق ، طالما ليست دمائهم، ولايهمهم في الواقع أمن واستقرار العراق، المهم عندهم أن يفرغوا سمومهم وليحدث مايحدث في العراق٠ لم لا وهم يعيشون في أمن وأمان ورفاهية بعيداً عن العراق الذي يبعدون عنه الالاف الكيلومترات٠
هؤلاء متفننون في السب والشتم وتوجيه الاتهامات الظالمة للناس الشرفاء، وان دلّ ذلك على شيء فانه يدل دون أدنى شك على أوضاعهم النفسية، غير المستقرة٠ يعيشون في دول ديمقراطية، لكنهم لم يتعلموا منها شيئاً، بل يعيشون في نطاق جيفتهم الفكرية٠ وهذا شيء طبيعي، لان (( ذيل الجلب أبد ماينعدل)) ٠