وطويت صفحة الأمس, وتم مطاردة حفنة اللصوص, من البراري إلى الحفر, لاسترجاع حقوق الناس, كقدر ثابت لكل طاغية وبطانة سوء, إن يتم إذلالهم.
جاء العهد الجديد, ونحن نتخوف من تشكل سرطان جديد, يفتك بجسد الوطن, وتأملنا كثيرا مع الإعلان عن تشكل نظام ديمقراطي حر, ولكن كما يقال أحيانا, إن الأحلام الكبيرة عبارة عن أوهام مؤلمة, ظروف البلد دفعت ببعض الشخوص, إن يصعدوا لكرسي المسؤولية, كزرع طارئ لا يعرف ثمره, فكان ملك الفضاء هو القدر السيئ للبلاد, فأنتج لنا هذا الزرع أشواك وطحالب, وأي زرع مؤذي لا نفع له, حيث تشكلت بطانة السوء من عائلته, ليتحكموا بمقدرات البلد, وليكون يد الفساد لملك الفضاء.
بالأمس يأتي القدر بالمجرم حسين كامل, من مجرد شرطي بائس, إلى وزير للصناعة ورتب عسكرية, فقط لأنه اقترن بابنة صدام, ليكون البلد تحت يد شرطي الأمس, إلى إن أكمل القدر لعبته, وأحاطت به خطيئته, وقتل على يد أهله, صورة اليوم متشابه كثيرا, من عدة نواحي, والشبه الأكبر التحكم بمقدرات البلد من قبل بطانة ملك الفضاء, شركات ومكاتب وصحف , ومؤسسات خيرية ونفوذ في اخطر المؤسسات الحكومية, وأرقام فلكية لحسابات مصرفية, كلها تجعل من هؤلاء وحش يصعب الاقتراب منه, هكذا أنتج لنا غزو الفضاء.
أشباه حسين كامل شر مطلق, لا يمكن الاطمئنان لبقائهم, فهم بوابة الفساد التي كادت تبتلع العراق, ٦٠٠ مليار دولار ضاعت بفعل منظومة الفساد, التي لم تعطنا إلا سرابا, وأخذت كل شيء, وشر هؤلاء لم يتوقف عند حد السرقة, بل كان فن تسقيط الآخرين, هواية يمارسوها, عبر الصحف والقنوات التي يملكوها, بالإضافة لشرائهم الأقلام الرخيصة لبث السموم, وما حملتهم الأخيرة على قادة التغيير, إلا دليل استمرار منظومة الفساد بالتأثير والعمل, أجد إن عملية فتح ملفات الأمس, وملاحقتهم قضائياً, أمر أساسي لإنقاذ حاضرنا.
إننا اليوم بحاجة ماسة, لإسقاط (حسين كامل) مرة أخرى, فالحاضر سيضيع من بين أيدينا, إن استمرت العدالة نائمة.