لا والله انه مبلغ هائل لو كان لدينا رجال دولة وادارة وكفاءة ونزاهة ، هل تعلمون ان موازنة سورية لسنة ٢٠١٤ بلغت ٨ مليارات دولار ؟ وموازنة الاردن لللسنة نفسها ١١ مليار دولار ؟ وموازنة مصر (٨٠ مليون نسمة) ١١٥ مليار دولار؟ وموازنة الجزائر وسكانها اكثر من سكان العراق ١٠٠ مليار دولار ؟ هذه موازنات معقولة ، اما موازنات العراق للسنوات الماضية فهي موازنات جنونية ، لذا كانت سرقاتهم منها جنونية ايضا ، الآن عدنا الى الوضع الطبيعي وموازنة العراق الآن منطقية جدا كل الذي ذهب منها حصة اللصوص ، المواطنون في الشارع يعاتبون الاعلاميين والمثقفين والخبراء ويطالبونهم بأن يعقدوا مؤتمرا يقترحون فيه قائمة بالبنود التي يجب الخصم منها لتعويض نقص الموازنة بدون ان يتضرر المواطن ، ونحن بلد لا يهتم باستطلاعات الرأي وتحليلها ورصدها ، ويمكن لأي صحفي ان ينجز لنفسه استطلاعا بسيطا في اوساط الناس ليعرف موقفهم تجاه الموازنة الجديدة ويمكن الخروج بمؤشرات مهمة حول الموضوع ، من اهم الافكار التي وجدناها في الشارع رأي يقول : يمكن للعراق ان يلغي ١٥ وزارة دفعة واحدة ويستفيد من اموالها ولن يتأثر وضعه ابدا و٨٠ مليار دولار كافية وزايد وخير من الله ! ورأي آخر يقول : يمكن للحكومة ان تصرف للوزارات رواتب موظفيها فقط لأن معظم الوزارات لا تعمل وعيشة موظفيها هي الأهم . ورأي ثالث يقول : يمكن الغاء الشق الاستثماري من الموازنة وابقاء الشق التشغيلي فقط فليس لدى العراق استثمار حقيقي طيلة سنوات والغاء الاستثمار افضل ! ورأي يقول : سواء كانت لدينا موازنة مقدارها ترليون او مليون لا فرق لدينا ، هناك اجماع شارعي على ضرورة صرف رواتب كافة الناس المستضعفين والموظفين والمتقاعدين كاملة غير منقوصة ، وصرف موازنة الدفاع ورواتب الجيش والشرطة والحشد الشعبي كاملة غير منقوصة ، وما بقي من ذلك فالحكومة حرة في استقطاع ما تشاء وابقاء ما تشاء ، هذه هي معايير الناس في التعامل مع نقص الموازنة ، العراقيون غير آسفين على النقص الحاصل ويقولون ان العراق فقد منذ ٢٠٠٣ وحتى الآن ٦٠٠ مليار دولار مجهولة المصير ، فما الفرق بين مفقودات الامس ومفقودات اليوم ؟