الشعب العراقي هو الشعب الافقر في المنطقة ، شعب يضم ٨ ملايين ارملة ويتيم ليس لديهم مورد للعيش سوى منحة الحماية الاجتماعية الهزيلة ، ومعرفة عدد سكان العراق وراتب موظف الحكومة ونسبة البطالة يكون الشعب العراقي من افقر دول المنطقة ، بعض الساسة يكذبون قائلين ان الشعب شبع بعد ٢٠٠٣ ، الفقر لم يتغير رغم مضي ١٢ سنة على سقوط نظام صدام ، اضحك كثيرا اذ اسمع بعض الاعلاميين الشرفاء يصرخ معاتبا لماذا لم تتم لحد الآن مكافحة الفساد؟ ينادي بصوت ممزق واوداج منتفخة ، أقدر هذا الموقف الشهم لكن يؤلمني جهل كثير من اخواننا الطيبين بحقائق تأريخ العراق ، فالعراق مجتمع طبقى مكون من طبقة عليا هي طبقة الحاكمين والبرجوازيين وقادة العسكر ثم تأتي بعدهم طبقة النبلاء والاثرياء وحماة السلم الاجتماعي ، ثم تأتي الأكثرية المعذبة من الفقراء ، هرمية اجتماعية تأريخية ثابتة ، قاعدة الهرم فيها انسان بلا كرامة ولا خبز وعندما تتلاشى الكرامة والخبز يسقط مفهوم الوطن ، الاعلام الطبقي يحاول ان يرسم صورة وردية لهذا البرزخ ، وغالبا ما ينجح للاسف ، وهنا تتضح كثير من الصور ، مثلا الفساد الذي يسميه ابناء الطبقة المسحوقة فسادا هو في الثقافة الطبقية الحاكمة ليس فسادا بل استحقاق طبقي ، هم لم يسرقوا بل اخذوا استحقاقهم الذي يقرره النظام الطبقي ، وكلما شعرت الطبقية بخطر التغيير سارع سادتها الكبار الى اثارة قضية لتثبيتها ، اي دعوة للقضاء على الفقر تعد اهانة لرموز الطبقية يجب ان يبقى الفقر لكي يبقى الفرق واضحا بين قمة الهرم وقاعدته ، العملية السياسية الحالية نجحت في استخدام الغطاء الديمقراطي لتعزيز البناء الطبقي ، تأريخيا كان عبد الكريم قاسم اول حالة اختراق حين اراد تأسيس نظام عادل يشبع الفقراء ويحفظ كرامتهم الا ان قوى الطبقية والبرجوازية القاسية العريقة سحقته ليكون نجما لامعا في ذاكرة شعوب المنطقة ، الآن تعيش الطبقية في العراق عصر ازدهارها ، وهي تتتغذى من الأزمات لتبقى ، لأن الاستقرار يجعل الناس يفكرون بالثورة ، العوامل التي تعزز النظام الطبقي كثيرة ومتجددة ، رجال الطبقة العليا سعداء وهم يتفرجون على أرملة في باب كوخها تعلن أن الله استجاب دعاءها فجاء الخيرون ليعطوها مدفأة ، وجود عدة ملايين من هذه المواطنة يجعل اهل السلطة آمنين على سلامة النظام الطبقي . عندما يصبح زميلك فجأة مسؤولا في الدولة يغلق هاتفه فورا ، وان لقيته بالصدفة تجاهلك متجهما شارد البال كأنه لا يعرفك ، هؤلاء الاراذل ينتقلون الى الطبقة الاعلى بسرعة ويعيشون هاجس الصراع في السلم الطبقي ، هم يعتقدون في اعماقهم انهم انتقلوا الى خندق مقابل تحكمه قوانين الصراع لا قوانين الصداقة فليس في المجتمع الطبقي اي صداقة ، هذه حقائق ممنوعة التداول ، ما هو الحل ؟ ... قولوا انتم .