هنا تنكشف بورصة قيمة الانسان العراقي أمام الفرنسي. قارنوا بين ما جرى في قصر الإليزيه كردة فعل على قتل ١٢ فرنسيا وما كان يجري بقصر الخضراء حت لو قُتل منا مليون في ليلة وضحاها.
ماذا لو كانت سنجار فرنسية؟ أكان رئيسها وزرائها سيظل صامتا لا يتكلم إلا عندما يحس أن كرسي ولايته قد اهتز؟ وما الذي كان سيفعله هو وطاقم حكومته لو ذبح في ليلة واحدة اكثر من ٦٠٠؟ ثم ما الذي كان سيحدث لو سبيت ألف فرنسية لتباع وتشترى عند الهمج؟ أيظل في الحكم دقيقة واحدة؟ أيستطيع ان يغلّس وكأن الأمر لا يعنيه؟ لعد ليش العدنا غلّسوا من ذاك اليوم لليوم؟
غلّسوا لأنهم لا يخافون الشعب ولا يحترمونه؟ وهاي ليش؟ لأن الشعب غلّس أيضا. أليس كذلك؟
لو كان رئيس فرنسا يعرف بأن شعبه سيغلّس على قتل ١٢ فرنسيا فلن يسمي نفسه مختارا بل مختار المخاتير. وتخيلّوا ما الذي سيفعله بفرنسا لو ان الشعب هناك سكت على مشاهد الذبح والمتفجرات اليومية ليصل عدد القتلى الى ربع مليون؟
الشعب الفرنسي صاح اليوم "كلنا شارلي"، فهل صحنا وقبلنا نساؤنا بوجه الحاكم والقاتل معا كلنا سنجار؟
يا سادة يا كرام تذكروا ان لنا جدا اسمه المتنبي قال يوما: من يهن يسهل الهوان عليه.