هجمات حدثت قبل ظهور القاعدة وداعش ، فرنسا والغرب صنعوا الارهاب والتطرف والتكفير ابتداء من الوهابية وانتهاء بالاجيال الأخيرة ، فرنسا تحتضن المهاجر العربي وتضمن له العيش والرفاه ، لكن ينخرط بعض المهاجرين في الحركات الارهابية بسهولة ليهاجموا الدولة التي اعزتهم بعد ذل واشبعتهم بعد جوع وآمنتهم بعد خوف ، هل يعني ذلك انهم خونة ومنكرون للمعروف ؟ لا بل المشكلة اعقد من ذلك فالمهاجر الشرقي في الغرب يشعر انه غريب ذليل منبوذ معنويا مفقود الهوية ، ويعتقد ان سبب مأساته دول الغرب راعية الحكومات الاستبدادية القمعية في العالم العربي والعالم الثالث المقترن اسمها بالقمع والفقر والفشل واليأس ، وهي السبب في هجرة الانسان من وطنه الى الغرب ليعيش على صدقاتهم ، لذا فهو غير محصن من التأثر بدعوات الانتقام والعدوان ، فوق كل ذلك فان صحيفة (شارلي ايبدو) الفرنسية الساخرة والمروجة للالحاد تستهزئ بكل شيء كطريقة للاثارة وزيادة مبيعاتها حتى لو تطلب الأمر شتم الانبياء ! وقد ساقها حظها العاثر الى التجاوز على النبي (ص) وبعد كل هذا يتعجب البعض من تعرض الصحيفة الى هجوم ، هم يقولون ان هذه حرية تعبير وحرية تفكير، مع ان فرنسا تطبق المفهوم اللبرالي للحريات فهي لا تعني التجاوز على مقدسات الآخرين واهانتهم . المسلمون في العالم يستنكرون ما فعلته الجريدة ويستنكرون هجوم الارهابيين عليها ، فالفعل مرفوض ورد الفعل مرفوض ، والقاعدة وداعش غير مؤهلين للدفاع عن كرامة النبي ، بل هم أساءوا للاسلام والنبي والعقيدة اكثر من اي معتد آخر ، الاعلام الغربي يخلط الاوراق فيعد الارهابيين ممثلين للاسلام ، مايدور في فرنسا شأن لا علاقة له بالاسلام فهم الذين صنعوا الارهاب وهم الذين صنعوا وسائل الاعلام المنحطة وهم يدفعون الثمن . ثم لماذا هذا التمييز؟ يقتل الارهابيون في فرنسا ١٢ مواطنا فتقوم الدنيا وتقعد ، وتصدر البيانات والاستنكارات والتعازي وتخرج التظاهرات منددة بالارهاب ، بينما في العراق يعد سقوط ١٢ قتيلا في تفجير ارهابي خبرا عاديا ، العراق الآن يقاتل الارهاب والتكفير وداعش في الجبهة وفي داخل المدن ويقدم الشهداء بالآلاف والشعب السوري والشعب الليبي والشعب اليمني كلهم الآن يواجهون القتل اليومي والتشريد والنزوح والرعب ، لكن لا نسمع بيانات ولا ادانات ولا برقيات تعزية ، لعن الله المتملقين والمتزلفين للغرب فهم تافهون وأحط قدرا واكثر انحطاطا من داعش ومن الصحف التي تشتم الانبياء .