ويدمر ماتقع عليه اليدين خاصة الذي يرون فيه بدعة، بإستثناء النساء الجميلات فهن لسن بدعة، بل متعة محللة لهم في دينهم الغريب الذين يحاكون به الإسلام البرئ منهم، وعدا التحف والآثار والأموال والحيوانات، بينما دمروا المساجد والكنائس والمزارات، ومايرون فيه بدعة وضلالة طالما إنها ليست مفيدة لهم على مستوى الثراء الشخصي، فكان البشر أرخص ماتوجهوا إليه ليبيدوه، وينتهكوا حرمته، ويصادروا مايمتلكه هذا البشر المستهدف بشرورهم.
المنتقدون للفتوى، سمعت أصواتهم بعد التغيير الذي حصل على الأرض وتمكن القوى الشعبية من الصمود وإبعاد الخطر عن العاصمة بغداد والحواضر الدينية، ثم خلق مجال حيوي تقاتل فيه تلك القوى بعيدا عن العاصمة التي قيل إنها بمرمى النيران، لكنها أمنت بالكامل فيما بعد.القوات الشعبية بنيت بهدوء برغم وجود قوات قتالية على الأرض لم تكن دخلت المعركة، وهي قوات نخبة مدربة ومسلحة جيدا كانت بعيدة عن الموصل وبعض المدن القصية، وتوافق وجود القوات الشعبية مع النظامية ليشكلا درعا متينا حول بغداد والمدن الوسطى والجنوبية، ثم لتبدأ مرحلة طرد المسلحين من المجال الحيوي في (ديالى وغرب وجنوب العاصمة وشمالها حتى تكريت) ثم يكون الإستعداد الجيد لمعركة تحرير الموصل بتوافق مع البشمركة وقوات التحالف الدولي.
واضح تماما إن القوى المسلحة التي هاجمت الموصل والأنبار، وتوغلت في صلاح الدين وديالى لم تكن نظامية برغم إنها مدعومة من دول عربية وإقليمية ومنظمات خارجية، لكن الذي يوحدها ويجمعها هو التوافق العقائدي والإيمان بضرورة دينية حتى لو كانت باطلة، بينما لم يكن الجيش العراقي سوى مجموعات يقودها ضباط فاسدون غير مؤهلين، ولايربطها بالأرض سوى الرغبة بالحصول على مخصصات مالية شهرية، وضمانات إجتماعية لم تكن مهيأة لها، ولهذا حصل إنهيار مريع تطلب إعادة بناء المؤسسة العسكرية بطريقة واضحة وشفافة، وتطلب ذلك حضور قوى تؤمن بالقضية، لابالمرتب المالي، وهذا ماتوفر لمواطنين بسطاء مؤمنين لايملكون المال، لكنهم يملكون الرغبة ( الجهاد في مواجهة جهاد) فالجهاد هو للشعب العراقي المسلم والمؤمن، بينما كان جهاد داعش فاسدا باطلا وهو جهاد فئة ضالة كسرت في مواجهة المواطنين الذين لم يكن بعضهم يملك أجرة النقل، ولا السلاح.
تكاتف المواطنين وإحترامهم لرأي المرجعية الدينية مكنهم من العمل حتى وصل الحال بهم ليكونوا بعد أشهر قوى منظمة تطارد داعش، وتفتك بها، وتتوحد مع الجيش، وتحقق منجزات عسكرية غير مسبوقة يمكن أن تهيئ الأجواء للنصر الأكبر في الموصل.