يوم الجمعة الفائت طلّ علينا النائب موفق الربيعي ليبشرنا "أن داعش في وضع صعب جدا". وكيف عرفت يا حضرة النائب؟ يجيبنا: لأن وارداتهم النفطية انخفضت الى ٧٥٠ ألف دولار يوميا! بس؟
لم يفت الربيعي ان يسمي الدواعش عصابة وهم كذلك فعلا. لكني استحلفه بربه هل هناك عصابة بالكون كله دخلها الشهري من جانب النفط فقط اكثر من ٢٢ مليون دولار؟ هاي وهيّه عصابة .. جا اذا مو عصابة شلون يا بعد شيبي؟
لو كان هذا الذي يسرقه داعش في وضعه الصعب وليس الجيد، بحسب الربيعي، يذهب للشعب العراقي المظلوم فكم من فقير سينتعش؟ وكم مدرسة سنبني كل شهر؟ وكم شقة محترمة سينعم بها القابعون في بيوت التنك او يسكنون المقابر؟ وكم من عراقي يتحسر اليوم على ٧٥٠ دينار ليشتري بها رغيف خبز في اليوم وليس ٧٥٠ ألف دولار ولم يجد؟
ماذا ستقول لمن تأتيه فرحا ذات يوم لتخبره بأنك تمتلك ٧٥٠ ألف دولار في جيبك، ويرد عليك ان وضعك صعب او ان الذي في جيبك مبلغ تافه؟ أما ستسأل نفسك: لعد اشكد عنده؟
ان كان الربيعي يظن انه بتصريحه هذا قد افرحنا فأقول له بصراحة: لا بشرك الله بخير لأنك أرعبتنا. كنت أظن انه بعد انخفاض أسعار النفط، وقصف الطيران الدولي للمواقع النفطية التي تحت سيطرة الدواعش، ان حال الضيم حالهم. و والله لو قلت لي ان لديهم عربانة واحدة يبيعون بها النفط في الطرقات لاستكثرت ذلك عليهم. قد يكون هذا المبلغ تافها بنظرك يا حضرة النائب، لكنه مرعب بعيون الفقراء من أمثالنا. نحن الذين لا يفرحنا غير ان يأتينا خبر ان نساء الدواعش صرن مثل بعض نسائنا يذهبن للمساطر بحثا عن لقمة عيش ويرجعن خائبات، وان بناتهم مثل زنوبتنا يبعن الكلينكس على مفترق الطرقات. جئنا بمثل هذا الخبر وسنعطيك بوسة من العيون. والا، فليتكم ترحمون عقولنا بسكوتكم ليرحمكم الله.