بسم الله الرحمن الرحيم
في ٢٢/٣/٢٠١١ كتبت الافتتاحية بالعنوان اعلاه والنص ادناه ارى مفيداً اعادة نشرها:
"هل عرف العراق، حكومة وشعباً، مصالحه وقدراته وتصرف وفقها؟.. ما هذا التردد من الاحداث التي تحيط به؟ الا يدرك ان الفضاء الخارجي هو شرط للتطور الداخلي وحمايته.. فنحن نقف في منعطف تاريخي.. ومن يفقد المبادرة يغامر بمستقبله.. ونحن لا نأخذ المبادرة ونتحرك. بل احياناً نحن اخر من يتحرك؟
كلما اتجهت المنطقة نحو الاعتراف التطبيقي بالحقوق الخاصة والعامة والاحكام الدستورية والانفتاح والاستقرار، كلما كان للعراق سبقاً وامتيازاً. فالمواطن معترف به كاملاً بمواطنته. والجماعات لن تحتاج الى القمع او الى الاجنبي لتحمي نفسها. والحقوق والفرص المتساوية والتقاليد الديمقراطية ستضمن حقوق الجماعات الاكبر والاصغر.. فلا نكرر تجارب الحروب والتبعية ومواطني الدرجة الثانية، مذهبياً او قومياً.
اهتمام العراق لما يجري حوله لا يخص عربه فقط، بل يهم كرده وتركمانه وقومياته الاخرى ايضاً.. ولا يخص مسلميه وشيعته وسنته فقط، بل الجميع من مسيحيين وازديين وصابئة وغيرهم.. لابد ان يكون للعراق موقفاً فاعلاً وهادفاً وواضحاً من الاحداث والتطورات اقليمياً وعالمياً.
ان تعددية العراق بشروطها، قوة وليس ضعفاً. فالتعددية لغات متعددة تخاطب دوائر مختلفة، لتحقيق مصلحة واحدة مشتركة.. فنستطيع ان نخاطب، باحسن ما لدينا، فضاءاتنا والمجتمع الدولي. ذلك لو تعلمنا كيف نستثمر كل الخارج بالوانه لخدمة داخلنا بكل اطيافه.
ان الاحداث الجارية برهان تاريخي ان شعب العراق كان وفياً مع نفسه ووطنيته ومصالحه.. فالمنطقة اجتاحتها، لعقود، شكوك وتشويشات تنال من الاخلاص للتربة والوطن.. فتجاوز كثيرون، وطعنوا في عمق المشاعر والاحاسيس.. ثم جاءت الاحداث لتبرهن ان الاستبداد عندما يصل الى الاستئصال والقتل والتهجير واسقاط الجنسية وقطع الالسن فان الوطنية تكون بانقاذ المواطنين ومصالحهم العليا بكل الوسائل الشرعية المتاحة. فمن ينتهك السيادة ويعرض البلاد للمخاطر والتدخل، هو من يعتدي على الشعب وحقوقه الاساسية. فالاخير هو عنوان السيادة لا الانظمة وحكام الجور والاستبداد."
واليوم تجري احداث كثيرة، والاهم فيها ان لا نتخذ مواقف التهرب والقاء المسؤوليات على الاخرين، بل علينا ان نقف بشجاعة ندافع عن مصالحنا الملموسة القريبة والبعيدة.. فكل ما يعظم قدرات وتقدم البلاد والمواطنين ورفاههم هو الوطنية بعينها.. وكل ما يعظم استقلالية البلاد ويمنح حقوق المواطنين هو الوطنية بعينها.. وكل ما يدافع عن امن البلاد والمواطنين هو الوطنية بعينها.. وكل ما يوحد البلاد ويعزز اللحمة بين ابناء الشعب هو الوطنية بعينها. بخلاف ذلك فهو جعجعة بلا طحن.