اتخذ ذلك الرجل سبيل التملق، ليتزلف الى قيادة النظام البائد، فهو صاحب شعار (البيعة الأبدية) عام ٢٠٠٢، والتي كانت مهزلةً لم يشهد لها التأريخ مثيلا! فالذي يروم الإستهزاء بالرأي العام العالمي، يُعلن نسبة إنتصار غير مكتملة، كأن تكون (٩٥%) أو (٩٧%) أو حتى (٩٩%)! أما نسبة (١٠٠%) فذلك يستهزء بنفسه!
كان تملق الرجل، ينم عن عقيدة بعثية، وليس من الغريب أن يكون كذلك، فتلك هي حال عقيدة البعث، بذلك المستوى المتدني، من السخف، والسطحية، والخواء! فهو ذاته من أطلق مقولة (أعظم قائد لأعظم شعب)! ولا أعلم حقيقة، أي عظمة يتصف بها صدام؟! وأي شعب عظيم يرتضي أن يمثله ذلك الجرذ؟!
في مستوى آخر من مستويات التملق المتعددة، والذي جرى الحال فيه، لدى صنوه من المتملقين، وسواهم من وعاض السلاطين، في العمل على توصيف، الأخسّاء من الطغاة، بصفات الأنبياء والأولياء، فمثلاً ذلك الشيخ الذي كان مرشداً للبعث، في اللجنة الأولمبية، شاهد النبي إبراهيم عليه السلام، وهو يهدي ثواب حجه الى صدام!
بالطبع فإن مثل ذلك الرجل، ليس من شأنه حديث الأحلام، فهو أكاديمي، وليس رجل دين، فقد ارتأى أن يصف عدالة صدام المزعومة، بعدالة النبي محمد صلى الله عليه وآله! بل أنه لم يتوقف عند ذلك الحد، فقد قرن عدالة صدام، بعدالة الرب تعالى، فألف كتابه المشهور (العدالة في فكر القائد)!
الغريب في الأمر؛ استثنائه من إجراءات إجتثاث البعث، وكان يُلقب، بـ (هدهد المالكي)! وبالإضافة الى كونه محطم الرقم القياسي بمكافئات (عفية) المليونية؛ فقد كان يحصل على مكافئات دورية مليونية، تم الكشف عنها، في حسابات مصرف الصالحية، المرتبط بوزارة العدل! هل تعلمون من هو ذلك الرجل؟! هو رئيس مجلس القضاء الأعلى!