لقد سعدنا وفرحنا عندما اصبحت وكيلا لوزارة الثقافة بعد سقوط الصنم البعثي حيث كنت الرجل المناسب في المكان المناسب رغم ان الوزارة كانت وكرا للخفافيش ومستقرا للافاعي و العقارب ، وقد بانت بصماتك التي لم ترق للبعض لانها بقيت مخلصة لاصابع لطالما خطت كلماتها مدافعة عن شهداء وارامل وثكالى ويتامى وسجناء وفقراء ومعوزين بل تعدى الامر لان تهاجم حتى الذين كانوا يهاجمون شعبنا العراقي الجريح ومن ينسى قولك
ابشر عراق واي بشرى ترفع عنك ساعة ما لا يطاق
المجد عاشرة عراق وانت تنهض للطغاة
ولكم حزنا وتالمنا عندما سمعنا قرار السيد رئيس الوزراء نوري المالكي باقالتك من منصبك كوكيل اقدم لوزارة الثقافة لاسباب لم يذكرها سوى ما تطوع به البعض ممن ساءهم عدم وصولهم الى قامتك وكبرياءك ليقول ان سبب الاقالة هو عدم استطاعة جابر الجابري التعامل مع اعضاء الوزارة وقياديها .
ليس غريبا ان تقال بل الغريب انهم سكتوا طوال هذه الفترة لانهم يكرهون كل من لديه خبرة وموهبة وتخصص
لذا ساءهم ان تشغل منصبك بكل ثقة واقتدار ومهنية واحتراف فحاولوا شراءك اثناء الانتخابات ولكنك رفضت لانك لست طارئا على المشهد وتاريخك كفيل بان يسطع النور من حولك دون حاجة لبركة السلطان .
قل يا ابا مدين الموسوي العزيز كم شخص مثلك يشغل منصبه باستحقاقه ؟ لا احد لذلك كرهوا وغضبوا ان تبدع وتنجح ، غضبوا لانهم تعاونوا مع البعث ولم تتعاون انت فظلت يدك نظيفة بينما اياديهم تقطر دما حيث صافحت الايادي الملطخة بالدماء . يحسدوك لانك لم تركع لمن ركعوا ولم تلن لمن لانوا ولم يجدوا لك حسابا مصرفيا لا في بيروت ولا عمان ولا دبي ولا طهران ولا لندن فهالهم ان تكون عفيفا وهم سراق لذا كثر الحسد وزاد الحقد وكل منهم يقول كيف بقي جابر جابريا او ابو مدين موسويا ولم يتلوث بما غرقنا فيه ؟ كيف لا توجد لك صورة وانت تعانق البعثيين او تضحك ملء شدقيك معهم بينما هم لم يبق الا ان يجلسوا في احضانهم ؟ قال احدهم ان البعثيين اظهروا ولاءا للسيد المالكي ما بعده ولاء فكيف لا نعيدهم ونستعين بهم ؟ ولكن يا ابا مدين اين ولاءك للسيد المالكي واين قصائد مدحك له ولصولاته ؟ الا تعلم بان الدعاة يعرفوك حق المعرفة ويعرفون ايمانك ووطنيتك واخلاصك فكيف تبقى عزيزا كريما شامخا وهم انصاف شعراء واشباه كتاب ؟ لم يجدوا من محبيك ومريديك ومؤيديك ومناصريك ممن شملهم الاجتثاث لانهم كلهم وطنيون اخيار ورساليون اوفياء بينما جماعتهم مشمولون بالاجتثاث ولكنهم نالوا مكرمة القائد .
الغريب انهم يقيلون دون ابداء الاسباب اوتدري لماذا ؟ لانهم ليسوا شجعانا ابدا لان يواجهوا من يقيلونه خصوصا اذا كان متخصصا وكفوءا ومهنيا بل انهم لا يقيلون الغير لان اؤلئك طارؤون او انهم اشباه ..........
بينما انت انت و الكل يعرف من انت .
كيف تعمل من اجل العراق ومن اجل الثقافة فقط او لا تدري بان اشباه المثقفين كثر ؟ وكلهم ينتظرون الحصول على منصب ولو بالزور ؟ كيف تجرؤ يا ابا مدين لان تعمل في اختصاصك ؟ الا تدري بانك سوف تبدع واذا ابدعت فان الاستحسان سينالك شخصيا دون المسؤول فكيف تجرؤ ؟ لماذا لم تعمل في غير مجالك لتضمن استمرارك في منصبك ؟ اليس الاخ الشاعر جواد جميل عذرا الحاج حسن السنيد قد اصبح اليوم رئيسا للجنة الامن و الدفاع في البرلمان فما بالك انت بقيت تعمل في اختصاصك ؟ الا تعلم بان عملك في اختصاصك يعني انك لن تعترف بان الامين العام او دولته ليس صاحب منة او معروف او فضل عليك ؟ وبالمناسبة هل تتذكر قصيدة الشاعر جواد جميل والتي كان عنوانها " يا صديقي " حيث يقول
يا صديقي لاتوافق
انهم قد وزعوا جلدك ساحات نفوذ ومناطق
لا توافق
لا تقل بين جرح الامس و اليوم فوارق
و الطريف انه يقول وكانه يستشرف المستقبل حيث يقول
انه قد مزقوا بالامس مناديل الصغار
ثم جاؤوا اليوم باسم مستعار
ترى ماذا اسمهم اليوم ؟ احباب المجتثين ؟ ام اصدقاء الرفاق ؟
ترى كيف وافق حسن السنيد على العمل مع البعثيين ؟ وقد كان يرفض عندما كان جواد جميل ؟
الا تعلم بان هناك اخ اخر كان يعمل مضمدا فصار وكيلا اقدم لجهاز امني فلماذا اخترت ان تعمل في مهنتك ؟
الا تدري انهم يكرهون الكفاءة و الخبرة و العفة و النزاهة ؟ فكيف يتحملوك ؟ الا تدري ان اختيار بغداد كمكان لعقد القمة العربية يعني عندهم مصافحة رؤوساء والجلوس مع فلان او فلان والاهم تاهيل فنادق وصبغ شوارع وتبليط ارصفة من دون ان يكون للوضع السياسي الداخلي اي شان يذكر ؟ كيف لك ان لا تقول ولا تمجد وتهلل لاعمار شوارع النجف وتبليط الارصفة باعتبار ذلك هو الهدف و الاصل في اختيار النجف كعاصمة للثقافة ؟ انهم هكذا يفهمون الثقافة و الثقافة عندهم يا ابا مدين تعني مقاولات وطابوق وعمولات .
ايها العراقي الاصيل وايها المثقف الحقيقي وايها المؤمن الرسالي اهديك بمناسبة اقالتك من منصبك بقرار من قبل المفترض بان يكون الامين على الدعوة ابياتا من قصيدة لك نشرتها لك جريدة الدعوة وهي نفسها اليوم تقيلك لانك اثبت صدق كلماتك في القصيدة فترجمتها عملا دؤوبا في وزارة الثقافة التي بقيت فيها صامدا ومضحيا ومحافظا على اصالة الفكر و الثقافة رغم محاولات الاوباش بجعلها نموذجا للشعبة الخامسة و التي لم يزرها يوما من اقالك وبالتالي لن يعرف معنى ان تكون هناك وتجاهد رغم انهم حولوها يوما الى ساحة اعدام للكثير من ابناءنا وبقيت انت تصارع من اجل الوطن الذي قلت فيه .
الله ما اقسى فراقك يا عراق
ما عاد يطفئني العناق
دعني امزقها الخلايا كي ارصع وجه بابك
دعني الطخ من دمي عينيك اجعله الدليل
على اغترابي واغترابك
دعني اعودك يا عراق
لا لست ابدا في رثاءك
لا لم يحن زمن انطفاءك
لا لست اجرؤ في رثاءك
ستظل نبعا للحياة
وتعود شمس الحق تشرق حرة من كربلاءك
يا شعبي المذبوح في سيف الاواخر والاوائل
الكل قالوا فيك بما لم ترضه فيهم
فقل ما انت قائل
نعم ابا مدين شعبنا مذبوح في سيف الاوائل والاواخر فعذرا لانهم اعتبروا جهادك ضد الطاغية البعثي نقطة سلبية في ملفك ولو كنت قد مدحته واشدت بجرائمه وكتبت قصائد في بطولاته ولو شاركت في مربد ومتنبي سويسرا لكنت الان مرشحا لمنصب الوزير ولكن مشكلتك انك مؤمن مثقف وهم ............
فعذرا ابا مدين واعذرنا ايها الجابري