يوم الوئام بين الاديان يوم مهم ، لأن الخيرين من اتباع الاديان يدافعون عن اديانهم وحقهم في الحياة ، يواجهون الاشرار المتنازعين على السلطة والمال في العالم ممن يستخدمون الاديان غطاء لمصالحهم ، الاشرار انكروا الدين ولما غلبهم اعلنوا ايمانهم ، اليهودية الاصيلة انتهت بوفاة النبي سليمان (ع) وانقسمت الى دولتين مرتدتين يهيمن عليهما الحاخامات ، والمسيحية انكرها اباطرة الروم وقتلوا اتباعها وعذبوهم حتى غلبتهم فاضطر الامبراطور قسطنطين في القرن الرابع الى اعلان ايمانه بالمسيحية لا لكي يخدم الدين بل ليستخدمه ، واعلنت الكنيسة التثليث بدل التوحيد ، وتكررت القصة مع الاسلام اذ قاتلته قريش حتى غلبها وعند فتح مكة اصبحوا طلقاء واسلموا ظاهريا لا ليخدموا الاسلام بل ليستخدموه ، وبعد استشهاد الامام علي (ع) حكمت القبائل فقتلوا اهل البيت (ع) وسجنوهم وشردوهم واذلوهم قرونا طويلة ، انتهت قصة الاديان الابراهيمية الكبرى بسيطرة الملوك والاقطاعيين ووعاظ السلاطين عليها وتزويرها ، فتحولت اليهودية الى صهيونية ، وتحولت المسيحية الى صليبية ، وتحول الاسلام الى وهابية داعشية ، ثلاث نسخ مزورة من الاديان الثلاثة الكبرى . لكن التطور الطبيعي في التوحيد هو تعاقب الديانات ، كانت اولا رسالة نوح (ع) ثم التوحيد الابراهيمي ، ثم اليهودية رسالة موسى(ع) ، ثم المسيحية التي انتهت الى الاسلام الخاتم (ان الدين عند الله الاسلام) ، وسوف يتوج التوحيد بظهور المهدي (ع) الذي هو خلاصة مسيرة الديانات وذروة الوعي التوحيدي . اليوم لا يمكن مواجهة اتباع الديانات الكبرى بالقول ان عليكم ان تكونوا مسلمين جميعا ، فالتطور الديني يسير من ابراهيم الى المهدي بسلسلة طولية وليست عرضية وهذه مثالية سماوية منشودة ، اما الامر الواقع فهو ان لدينا عدة ديانات متزامنة في الوقت متحدة في المكان ، الاخيار من اتباع هذه الديانات لديهم قواسم مشتركة اهمها : توحيد الله تعالى ، الايمان بالمعاد ، السعي لاقامة العدل ، رفض الشر بكل اشكاله ، رفض الاباحية ، الايمان بمنظومة اخلاقية واحدة ، هذه مشتركات جديرة بأن توحد البشرية في الاهداف ، وان لم توحدها في العقائد ، واول معطياتها في هذه اللحظة ان التحالف الذي يقاتل داعش اليوم مكون من اتباع الاسلام بمذاهبه والمسيحية واليهودية والصابئة وغيرهم . يجب على مؤتمرات الوئام بين الاديان ان تؤسس دائرة نشطة تحيي وتنضج القواسم المشتركة بين الاديان وتعلن رفضها الصريح للصهيونية والصليبية والداعشية ، خاصة وان العالم يكتشف يوما بعد آخر وحدة الهدف والخطة بين الصهيونية والصليبية وداعش ، بعضهم اولياء بعض ، وكلهم في خندق واحد .