غضب الأخ لأني اعتبرت رفع الحظر ضربة موجعة للدواعش. اتهمني بالتسطيح واللعب على عواطف الناس وأني أجامل العبادي بحسب اتهامه. ولماذا العبادي وليس غيره؟ يرى الغاضب أنى جاملته لأنه بغدادي كرادي ولأنه أيضا هو من أصدر القرار.
أعدت قراء العمود حبّة حبّة فلم أجد فيه ولو إشارة مجاملة واحدة لأحد. لا بل وجدت انه كان من الواجب أن أثني على القائد العام للقوات المسلحة لأنه للمرة الأولى، ومنذ السقوط، يحقق منجزا مدنيا وانسانيا وعسكريا أيضا برفعه غطاء الخوف الليلي عن وجه بغداد الحلو.
أما لماذا اعتبرته ضربة موجعة للإرهابيين ،ما أغضب أخينا، فأود أن أساله: لماذا حُظر التجوال في بغداد أصلا؟ أليس بسبب الخوف من تفجيرات الإرهابيين ومذابحهم أم غيره؟ فماذا يُفرح الإرهابي أكثر من كونه سببا في حرمان مدينة من ان تعيش ليلها على مدى ١٢ عاما لأنها خائفة منه؟ ٤٣٨٠ ليلة وليلة موحشة كانت تمر وكأن بغداد تقول للقتلة اني خائفة منكم. فماذا يريد القاتل اكثر من هذا المكسب؟ وماذا ستكون ردة فعله لو سلبت منه مكسبه الكبير هذا؟ إنها (كفخة) عراقية من يد عراقي أخو اخيته لكل تلك الوجوه المظلمة التي زاعتها بلاليع الأرض علينا.
وما كانت تلك الكفخة تحدث لولا ان هناك ضمائر انتفضت وعقولا اشتغلت وقلوبا تعرف معنى حب الناس خططت لهذا القرار التاريخي الصعب. من يظن انه كان قرارا سهلا فهو واهم جدا. ولربما الإرهابيون ،وفي مقدمتهم الدواعش، يعرفون أهميته أكثر من غيرهم.
ولكي أزيد صاحبنا غضبا أسأله: ما رأيك لو اني أرى ان رفع حظر التجوال عن بغداد يعادل في قوته وأهميته تحرير الموصل من المحتلين؟ لا بل واره بأهمية تخليص كل شبر من ارض العراق من وطأة أقدامهم الهمجية؟
واذا كان مصاصو الدماء في الأفلام لا يبعد شرهم غير صليب الخشب، فرفع صخرة حظر التجوال عن صدر بغداد سيكون صليب الفرح العراقي الذي سيطرد شر الدواعش وشر من أتى بهم عن قريب.
أيها الغاضب الذي استكثرت عليّ فرحي وسخرت منه، ستبدي لك الأيام صحة قولي. وما تلك الأيام الا على بعد خطوات منك ومني، فصبرا جميلا ان استطعت.