حوار الشجعان،الذي لم نلحظه في الحكومات السابقة،عانق الوجود،ليكسر شوكة البرود الدبلوماسي للسياسة العراقية...
قطر التي رعت ومولت فصائل المتشددين، وحاولت جاهدةً تطبيق مشروع بايدن(الشرق الأوسط الكبير)، تستقبل اليوم وفداً يمثل العراق القوي المنفتح، العراق الذي استطاع كسب الرأي العام، الورقة الأكثر تأثيراً في الساحة الدولية.
قلّما نرى دولاً مثل قطر تحاور، فهي مصداقاً لدور الثعبان، الذي يسير بصمت ليفرغ السم في جسد فريسته،لإنها وبإختصار لا تتبنى الا متبنيات الغرب، وهي بالتالي دولة فارغة لا تملك سياسة خاصة بها، اما ما تقوم به من توجهات ماهي الا توجهات دخيلة على المنطقة العربية، حالها بذلك حال كل الدولة الخادمة لسياسة الغرب.
مؤكد إن سياسيي العراق ادرى بهذه العيوب التي تجرد قطر من قميصها، فلماذا الزيارة اذن؟!
ان حوار الشجعان وقلب الطاولة، انها خطوة غير متوقعة من تشكيلة حكومية حديثة، خصوصاً وانها تحارب لقطاء قطر في العراق، تحارب اثار تطرف القرضاوي وصانعيه، لكن هنا وجب الاحترام لخطوة محترفة، فالحكومات السابقة ادعت القتال على الأرض( مع تحفظي الكامل على هذا الادعاء) واهملت القتال الدبلوماسي، وبيان الوجه الجديد للسياسة العراقية..
العقول يجب ان تكون حاضره، نحارب بالعقل كمحاربتنا بالبندقية، رسالة فهمتها قطر رغم ان التصريح عن ما تداوله الطرفان اقتصر على التبادل الدبلوماسي، والأستثمار، الا ان كل عاقل، يجد أسباب الزيارة اكبر مما صرح به.
فالمغفلون فقط، من لا يفقهون الدور القطري في العراق، وهم وإن ادعوا بأنهم يعرفون حجم هذا الدور، الّا إنهم لم يبادروا يوماً بقتال دبلوماسي، واكتفوا بتقديم ابناءنا ضحايا لنشوتهم المريضة.
أن تكون حاكماً، عليكَ أن تحكم بعقلك لا بقلبك، والتأريخ لا ينهي صراعاً بأطلاقة قدر انهائه بتفاوض وحوار، كل الحروب انتهت بتوقيع معاهدات، كل الخلافات ماتت بأصدار مواثيق، عندما يتشنج الجميع، يخسر الجميع،
عندما نحاور، نربح، نستقر، على الأقل نكسب الوقت اللازم للنهوض.
قبل تشكيل هذه الحكومة، كنا منكسرين، تصور قنواتهم هزيمتنا، كنا نعاني من ضعف المنظومة الأمنية والعسكرية، نحتاج الى وقت نعيد به ترتيب اوراقنا،مثلما نكسب على الأرض علينا كسب الوقت لنصحح مسارات مؤسساتنا.
خطوة بالأتجاه الصحيح، سوف لن يفهمها الجبناء ممن اختاروا الازمات طريقاً لهم،وسيكثرون الأقاويل، لهم نقول تذكروا، من كان سبباً لطمع سذج القوم بالخلافة!!