وصار يتعين على الدواعش ان يسلكوا طرقا أطول واكثر خطورة للربط بين المدينتين اللتين اغتصبوهما في غفلة من أهلهما. وبغض النظر عن المحاولات الفاشلة في ناحية البغدادي فان داعش اضطر الى الانتقال من حالة الهجوم التي بلغت ذروتها باغتصاب الموصل الى حالة الدفاع.
وهذا هو جوهر النصر المعنوي الكبير الذي حققته القـوات النظامية والحـشد الشعبي والبيشمركة.
لكن لا يصح ان نتوهم ان داعش سوف يستسلم بسهولة.
فهذا المخلوق المشوه ولاديا مسكون بهاجس القتل والانتقام وحب سفك الدماء البريئة.
فضلا عن انه يمتاز حتى الان بدعم لا يبدو ان كل خطوطه قد كشفت.
لذا فمن المتوقع جدا ان يسعى داعش الى فتح جبهات ومحاور قتال جديدة سواء في العراق او في المنطقة للتخفيف من الضغط الذي يتعرض له في العراق وسوريا.
وما استعراض القوة الذي نفذه داعش في ليبيا سوى احد مظاهر هذه السياسة؛ اعني سياسة فتح جبهات جديدة.
وهي سياسة تعويضية لا تنم عن القوة بقدر تعبيرها عن عناد يدفع داعش الى رفض الاعتراف بالهزيمة والتقهقر.
لكن هذا لا يعني ان تركن قواتنا الى التراخي فالمعركة ما زالت في اول طريقها والقضاء النهائي على داعش قد يستغرق وقتا يتعين فيه ان نكون في اعلى درجات الجاهزية والاستعداد واليقظة.