فالمواطن , يعتمد على حكومته التي تحميه وتسنده عند الازمات وهي الملجأ الطبيعي لطلبتنا خارج البلاد ,
الذين لم يسافروا لغرض الزيارة والترفيه, كما يفعل المسؤول العراقي اليوم ,ويبذر ملايين الدولارات دون
طائل , انما لطلب العلم والمعرفة التي
اوصانا بها الله جل جلاله ! [ قل رب زدني علما ] [ يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ]
[ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ] وكذالك رسولنا الكريم ص .حيث قال ص :[ طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ]. ولا يخفى على الجميع اهمية الحصول على العلم الذي يفتح افاقا للبشرية , ويوفر الامكانات لتنمية الفكر والعقل . ومن المعروف لكل ذي عقل .. باننا لا يمكن لنا الوصول الى الرقي دون توفر الامكانات المادية .. لديمومة البعثات الدراسية التي تسعى الى تحقيق الحد الاقصى من الكوادر العلمية في شتى التخصصات الاكاديمية التي تلبي الاحتياجات الفعلية الانية والمستقبلية , وبناء قاعدة علمية متينة , ونقل المعرفة وتطوير البحث العلمي وتوضيفه في خدمة المجتمع ليتبوء مكانة متقدمة في محيطه الاقليمي والدولي . ومن الغريب ان يعاقب الطلبة بقطع رواتبهم
ومخصصاتهم.. وهي المنفذ الوحيد لاكمال دراستهم , بينما الذين سرقوا خزينة الدولة ,على مرئى ومسمع
الجميع .. يسرحون ويمرحون دون حساب. ويبدو ان حكومتنا تنظر بعين واحدة .كما يقول المثل العراقي .
.وقد خرجت الكثير من التظاهرات تندد بهذا القرار البعيد عن الانسانية , والذي لا يتفق وكون
الدولة , الحاضنة والاب والام لكل الطلبة الذين يتابعون دراستهم خارج القطر . وهي بهذا .. انما تؤكد
تخليها عن مسؤولياتها ..وانحرافها لجهة الاضرار بمصالح مواطنيها , وتعطي الدليل الملموس على عدم
جديتها في المساعدة على تسريع عجلة التطور وبناء الانسان الناضج فكريا وعلميا . خاصة وان العراق
دولة غنية بالبترول ,وفي المرتبة التاسعة بين الدول الاكثر امتلاكا للموارد الطبيعية في العالم ,حسب
تصنيف صحيفة [ وول ستريت جورنال الامريكية ] . ولكن اموالنا تنهب , وهذه حقيقة يدركها القاصي
والداني . ومن ينهبها .. هو الذي يعاقب ابناء الشعب العراقي , ويحاول ان يقف امام تطلعاتهم وامالهم
بالحصول على صرح العلم والمعرفة . ولا يفوتنا ان نذكر ما جاء على لسان ممثل المرجعية الرشيدة في
النجف الاشرف .سماحة السيد احمد الصافي .حيث دعت المرجعية الى اعادة النظر بالقرارات الخاصة
بالطلبة
المبتعثين في الخارج . وشددت على ضرورة عدم تخفيض رواتبهم , ما يؤدي الى الاخلال باكمال دراستهم .
ونحن نقدر لمرجعيتنا الرشيدة انتصارها للحق , ودعمها لمطالب طلبتنا في الخارج . وكذالك نثمن لابن المرجعية البار , سماحة السيد عمار الحكيم . خطابه الذي اكد فيه على حتمية العدول عن ذالك القرار .
وهذه كلمة سماحة السيد عمار الحكيم . التي انحازت الى جهة المواطن , واكدت على اعادة النظر بمثل
هكذا قرارات.. تتنافى وميزان العدل , ولا تلتقي ومصلحة المواطن الذي يطالب بالعدالة والمساواة .
الطلبة المبتعثين حشد العراق العلمي الذي يقاتل به الجهل والتخلف
[ سماحته أشار مجددا الى موضوع تخفيض رواتب ومخصصات الطلبة المبتعثين، عادا إياه موضوعا مهما وحساسا يتطلب التعامل معه بجدية كبيرة، مبينا أن مثل هذه ألأمور ليست منحصرة بقرارات وزارة وإنما هي أمور تهم مجتمعاً بأكمله ومستقبل وطن ومسارات دولة ، مؤكدا ان ليس من الصحيح أن تتخذ مثل هذه القرارات بحسابات فنية او اجتماعات لجان وهو قرار يحدد مصير ومستقبل الآلاف من أبنائنا المبتعثين في الخارج ، عادا الطلبة المبتعثين حشد العراق العلمي الذي يقاتل به الجهل والتخلف وهم الحرس العلمي له، لافتا الى ان الحشد العلمي محط فخر واعتزاز شانه شأن الحشد الشعبي، متسائلا سماحته عن المخصصات التي تم استقطاعها من منحة رواتب الطلبة، وهل ستمثل فرقاً كبيراً ومؤثراً في موازنة دولة مقدارها ١٠٥ مليار دولار؟! ، مشيرا الى ان الدول التي تحترم نفسها تستدين من اجل ان ترسل أبنائها إلى بعثات علمية في الخارج وان الكثير منها في ظروف التقشف تلجأ الى تقليل رواتب مسؤوليها وامتيازاتهم ولا تفكر أبدا في تخفيض راتب أو منحة لطلبتها في الخارج لأنها لا تجرأ على التلاعب بالمستقبل وتبديد الجهود الكبيرة التي بذلها هؤلاء الطلبة في السنين السابقة، لافتا الى ان تخفيض الرواتب سيجبر الطلبة على إعادة عوائلهم مما يزيد الضغوط النفسية والاجتماعية عليهم ويعرضهم الى مخاطر الانحراف، معربا عن أمله بتدارك المسؤولين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تداعيات هذا القرار المتعجل وان يتراجعوا عنه. ]
وهذه الكلمة .. لسماحة السيد عمار الحكيم .. تزرع الامل في قلوب الطلبة الذين لا يطالبون بغير الانصاف
والعدول عن تلك القرارات التي تزعزع الثقة, وتبني السواتر بين المواطن وحكومته,وتخلق حالة من الياس والاحباط ! لا نتمناها لطلبتنا في الخارج ..