اتسم طرحه بتأكيد ضرورة الإلتزام بالدستور والقوانين، ضمنها قوانين الموازنة العامة التي تستدعي التزام المسؤولين بالإنفاق وفق تخويل دستوري بتشريع قانون للإنفاق، أو الانفاق بنسبة ١/١٢ من ميزانية العام السابق، ولم يحدث ان اقحم نفسه في منزلق الشخصنة الذي فتح البعض ابوابه على مصراعيه. والأصل في كل طروحات الحكيم متأت من تاريخ عائلي اتسم باكبر درجات المسؤولية، بدءاً من موقف سماحة الإمام المغفور له السيد محسن الحكيم في رفض مقاتلة النظام للشعب الكردي، مروراً برفض سماحة الإمام المغفور له القتل الوحشي الذي مورس ضد العراقيين في انقلاب ٨ شباط الأسود، واخيراً تمسكه بالدعوة إلى الحريات العامة والخاصة، التي تأتي ضمنها حرية اتباع ال البيت في ممارسة شعائرهم الدينية وفق القيم الصحيحة وليس الاكتفاء بالبكاء على مقتل سيدنا الإمام الحسين، إنما الانتصار لـ ال البيت في التمسك بقيم التسامح والتكافل في بيئة حرية العبادة والفكر مع احترام المقدسات. جاءت شخصية السيد عمار الحكيم ثمرة تجارب عميقة ومحن مأساوية، بالتالي فهي خلاصة الوعي بأن سلامة اتباع ال البيت لن تتحقق إلا في دولة ديمقراطية، تكفل للجميع الحرية. وإن الأستقرار للعراق لن يتحقق وحقوق الكرد وبقية مكونات المجتمع مغموطة، لذلك كان المجلس الإسلامي وزعاماته التاريخية، الشهيد سماحة السيد محمد باقر الحكيم، والسيد عبد العزيز، من اعلى الأصوات المؤمنة بحق الكرد في ترسيخ الإقليم، واحترام الحلم الكردستاني، مع كل الحرص على افضل الوشائج بين كل العراقيين، من السنة والشيعة والكرد والتركمان والمسيحيين والأيزيديين والمندائيين. لذلك فأن نهج السيد عمار كان دوماً سنداً قوياً، واحياناً مبادراً فاعلاً، للحفاظ على الوشائج التاريخية بين المكونات العراقية والسعي إلى استرجاع السلم الاهلي بالأفعال وليس الأقول، بخطوات عملية قابلة التحقيق وليس الكلمات لإسقاط فرض تكذبه وقائع حياتنا اليومية وما نخسره حد تحول ارجاء من الوطن إلى حواضن مؤسفة لقوى ظلامية تكفيرية لا تريد الخير لأي من العراقيين حتى حواضنها. وعملياً جاء تشكيل حكومة السيد حيدر العبادي محصلة لجهود اطراف عديدة، كان المجلس بقيادة سماحة الحكيم قوة فاعلة لقيامها، كما ان بنود الاتفاق السياسي تم تسهيل قبول كل الأطراف بها بحكم براعة طرحه لإستعادة بعض الثقة لتكون منطلق العمل لتحرير الأرض والبناء لخدمة كل العراقيين. وكان سماحة السيد عمار مصيباً بدقة حين شبه العملية السياسية بقارب على متنه الجميع، من واجبهم جميعاً العمل على سلامته وصواب خط ملاحته، ومن يظن انه حر يفعل بجزئه ما يراه، يعني غرق جميع الركاب، لهذا فهو بحق من أجدر السياسيين في تولي زعامة التحالف الوطني.